أكَّد عضو اللجنة المركزيّة للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين عوض السلطان، على "ضرورة القراءة الواقعية لطبيعة المشروع الصهيوني الاستعماري الصهيوني، وأن مسؤولية الشباب تحديدًا تعميم هذا الفهم لطبيعة المشروع الامبريالي والصهيوني وتعميمه على كل الحركات الشبابية من أجل أن تُشكّل دليلاً ومرجعًا يساهم في تصويب اتجاهات الرأي وتعزيز وتوسيع رقعة النضال من أجل فلسطين والعالم الحر، وبما يعزز ذلك في إطلاق العنان للمقاومة بكافة الأشكال واعتباره الرافعة الأساسية، وأن يكون عمادها الشباب ليس في فلسطين والمنطقة بل في كل بقعة تطأها أقدام الامبريالية والصهيونية".
وجاءت كلمة السلطان خلال مؤتمر الشباب الدولي الذي حمل عنوان "فلسطين المستقلة" والذي أقامه اتحاد الشباب العالمي المناهض للإمبريالية، إذ نقل للحضور في المؤتمر الذي انعقد عبر تطبيق "زووم"، تحيّات "رفيقنا الأمين العام للجبهة الشعبية القائد الأسير أحمد سعدات وقيادة الجبهة الشعبية وعموم كوادر وأعضاء الجبهة في فلسطين والشتات".
وثمّن السلطان "الجهود التي أثمرت عن هذه التظاهرة الشبابية الثورية، التي وضعت القضية الفلسطينيّة ومقاومتها الباسلة على أجندة هذا المؤتمر كخطوةٍ أولى على طريق مواجهة الوجود الأمريكي الصهيوني في المنطقة، وتوحيد طاقات الشباب المناهض للإمبريالية في منطقتنا"، مُشيرًا إلى "حالة الصحوة التي تعيشها المنطقة، وتعاظم قدرات المقاومة، وما حققته من معادلات ردع ضد العدو الصهيوني خصوصًا في معركة سيف القدس الأخيرة، وفي ظل تصاعد أشكال حالة الرفض للوجود الصهيوني في المنطقة رغم حالة التطبيع، إلا أنها تُشكّل إلهامًا وحافزًا لنا جميعًا لنتوحّد في بوتقة موحّدة وتحت هدف مركزي وهو مناهضة الامبريالية، ومساندة نضال شعبنا ضد العدو الصهيوني كنقطة ارتكاز للتصدي للإمبريالية وأهدافها الخبيثة في المنطقة".
ورأى السلطان أنّ "بناء العالم الجديد المستند على أسس وقيم التكافؤ والمساواة والعدالة الاجتماعية بين الأمم والشعوب كافة، ونبذ التمييز والقهر بكل صنوفه، وإعادة الإنسانية للمقهورين والمعذبين، وتحقيق التوزيع العادل للثروة بين شعوب العالم كافة، وإن انبعاث روح الأمل من جديد بين صفوف ملايين الشباب الذي يعاني من شتى صنوف التهميش والبطالة والقهر السياسي والاعتقال السياسي، تتطلب أولاً وقبل كل شيء إزالة هذا الكيان الصهيوني الإجرامي من هذه المنطقة، فالعالم كله وفي المقدمة منه الشباب الثائر المشاركين في هذا المؤتمر وفي العالم الحر، مدعوون جميعًا للالتحام والتكاتف للنضال من أجل مواجهة هذه الإمبريالية المجرمة وربيبتها الصهيونية، فقد آن الأون لتوحيد الطابات والاعلان عن برنامج عملي مركز وثابت هدفه اقتحام وتحطيم أسوار العبودية والجهل والتبعية في منطقتنا، وتوسيع رقعة المقاومة بكافة أشكالها وتمليكها للشعوب وخاصة الشباب، ومن هنا يأتي دور اتحاد الشباب العالمي المناهض للإمبريالية ليتحمّل مسؤوليته ومعه جميع القوى المشاركة في هذا المؤتمر بأن يكون بمثابة جدار إسناد للمقاومة وكل أشكال الرفض والمواجهة للإمبريالية والصهيونية ليس في منطقتنا فحسب بل في العالم أجمع، وما يتطلبه ذلك من عملية ربط بين الاستعمار الاستيطاني الصهيوني وبين المنظومة الاستعمارية الامبرياليّة العالميّة، فالإمبرياليّة والحركة الصهيونية قامتا على جماجم عشرات الملايين من السكان الأصلانيين، وقد ولدت الحركة الصهيونيّة من رحم هذه المنظومة الإمبريالية ونشأت في أحضانها".
وتابع السلطان: "هناك تشابه في تأسيس الولايات المتحدة ودولة الكيان الصهيوني، والقائمة على ذات الايديلوجية التوراتية، وفي خضم ذلك خاضت الشعوب معارك بطولية من أجل الوصول إلى استقلالها والتخلص من هاتين المنظومتين، وما زال الشعب الفلسطيني يواصل نضاله في القدس والداخل المحتل وفي غزة والضفة وفي كل بقعة من فلسطين والشتات من أجل انجاز استقلاله، والتصدي لحرب التهجير والاقتلاع والقوانين العنصرية والحصار والقتل والاعتقال، ليؤكّد يومًا بعد يومٍ رفضه لأيّة حلول أو تسويات تتجاوز حقيقة أن فلسطين من نهرها لبحرها هي ملك للشعب الفلسطيني".
كما أوضح أنّ "أهم ما يتضمنه أهداف المؤتمر هو التصدي للدور الوظيفي الامبريالي للمشروع الصهيوني، والذي لا يستهدف فلسطين والشعب الفلسطيني وحده بل المنطقة والعالم الحر".
وقال السلطان إنّه "وانطلاقاً من ذلك فإنّه يقع على عاتقنا جميعًا وعلى جميع حركات الشباب وأحرار العالم وعي المسائل التالية، وأهمها أنّ مسؤوليّة الحركات الشبابيّة تحديدًا هو الترويج للرؤية النهضوية القوميّة التقدميّة والبرنامج الوطني، وتمليك أدوات المواجهة على المستوى الدولي".
ودعا السلطان إلى "ضرورة أن نساهم جميعًا وخاصة اتحاد الشباب العالمي المناهض للإمبريالية في تعزيز العلاقات مع كل الحركات الشبابية في مختلف بلدان العالم التي تتقاطع معنا في البرامج والمواقف المبدئية المناهضة للإمبريالية والصهيونية، وإقامة تحالف شبابي دولي واسع يساهم في تعزيز اتجاهات الرفض ضد الممارسات الصهيونيّة والامبرياليّة، ويساهم في تعزيز البعد الأممي والعلاقات والقوى والشعوب والتجمعات التي تناهض العولمة والرأسمالية المتوحشة، إلى جانب الوقوف إلى جانب نضال الشعوب وتعزيز مقاطعة الاحتلال على كافة الصعد".
وعلى صعيد دور المؤتمر والعناوين التي سيتضمنها البيان الختامي، قدّم السلطان المقترحات التالية: "ضرورة انتقال هذه التظاهرة الشبابية الالكترونية التي ينظمها اتحاد الشباب العالمي المناهض للإمبريالية من الحيز الرقمي والافتراضي إلى الحيز الميداني، وأن يتم تشكيل هيئة ميدانية تحت مسمى على سبيل المثال "الهيئة الشبابية لمناهضة الامبريالية والصهيونية" وتشارك هذه الهيئة في كل الفعاليات والأنشطة والمؤتمرات في مختلف بلدان العالم".
واقترح السلطان "تشكيل هيئة إدارية أو لجنة مصغرة من الأعضاء المشاركين في المؤتمر، لمتابعة إنجاز كافة القضايا الإدارية والمالية والقضايا التي سيتم إقرارها في المؤتمر، وتشكيل لجنة إعلامية للترويج للمؤتمر وأهدافه، وإصدار مواقف إعلامية حول كافة القضايا والمستجدات وخاصة المتعلقة بمناهضة الامبريالية والصهيونية، وأن يكون على جدول أعماله الموضوع الفلسطيني والتدخلات الامبريالية في المنطقة، وتشكيل لجنة قانونية تضم محامين وقانونيين مهمتها توثيق جرائم الامبريالية والصهيونية في فلسطين والمنطقة والعالم، ونشرها واحالتها إلى المؤسسات الدولية ذات الصلة، ومن أجل كسر حالة الهيمنة والسيطرة للوبي الصهيوني في دول الغرب وخصوصاً الإعلام".