Menu

فلسطين أكبر من كل الميداليات

"الهدف" تُحاور اللاعب الجزائري فتحي نورين: نرفض التطبيع مع القتلة

أحمد نعيم بدير

البطل الجزائري فتحي نورين

الجزائر _ خاص بوابة الهدف

"موقفي ثابتٌ من القضية الفلسطينيّة وما نوسخش يديا وما نطبّعش مع لاعب من كيان صهيوني مجرم"، بهذه الكلمات بدأ المصارع الجزائري فتحي نورين الحديث مع "بوابة الهدف الإخباريّة"، وهو البطل الذي انسحب من دورة الألعاب الأولمبيّة "طوكيو 2020"، بعد أن أوقعته قرعة الجولة الثانية من منافسات الجودو في مواجهة مصارعٍ صهيوني يُدعى "بوتبول طاهار".

انتصر نورين لفلـسطين مُضحيًا بمُشاركته في هذا الحدث العالمي، بل وتعرّض عقب اتخاذ هذا القرار لعقوباتٍ وتحديّات أبرزها إعلان الاتحاد الدولي للجودو إيقافه وترحيله إلى بلاده بعد انسحابه من مباراة وزن أقل من 73 كجم في أولمبياد طوكيو.

اللاعب نورين جدّد بهذا القرار، ومعه عديد الأبطال العرب من أمثال لاعب الجودو السـوداني محمد عبد اللطيف الذي انسحب أيضًا من اللعب رفضًا لمواجهة لاعب صهيوني، والمُقاتل اللبناني الشاب عبد الله منياتو الذي انسحب من بطولة العالم في الفنون القتالية المختلطة "MMA"، بعد أن وضعته القرعة في مواجهة لاعب صهيوني في البطولة المُقامة في بلغاريا، التأكيد على أنّ شعوبنا العربيّة ما زالت ترفض التطبيع وبوصلتها لم تنحرف على عكس ما يروّج له المطبّعون الخونة.

لست نادمًا

يقول اللاعب نورين لـ"بوابة الهدف": إنّه "وبشكلٍ مباشر وبمجرد أن وضعتني القرعة أمام لاعبٍ سوداني ثم في المباراة الثانية في مواجهةٍ محتملة أمام لاعبٍ من الكيان الصهيوني قرّرت الانسحاب وعدم خوض هذه المباراة، وأنا بالمُناسبة لي تجربة مع مقاطعة الصهاينة فكانت هذه المرّة الرابعة التي أنسحب فيها من أمام لاعبيهم وأشعر بفخرٍ كبير ولست نادمًا على كل هذه الانسحابات".

فلسطين أكبر من كل الميداليات

ولفت نورين إلى أنّ "الوصول إلى أولمبياد طوكيو بحد ذاته مفخرة كبيرة وتأتي بعد جهدٍ كبيرٍ وتمارين قاسية ومشوارٍ طويل من أجل الوصول إلى هذا المستوى العالمي، لكنّني قرّرت الانسحاب والفوز بميداليّة شرف وعدم اللعب أمام لاعبٍ من كيانٍ يقتل شعبنا في فلسطين ولأنّ فلسطين وقضيتها العادلة أكبر من كل الميداليات، بالرغم من أنّني تعرّضت للعديد من المضايقات بعد اتخاذ هذا القرار".

وأكَّد اللاعب نورين للهدف: "لست نادمًا ولا للحظة واحدة على قرار الانسحاب، بل قرّرت فورًا الانسحاب وأخبرت البعثة الجزائرية بقراري، وبعد ذلك أخبرني الاتحاد الدولي بتسريحي وأنّ هناك عقوبة لكنّني أكَّدت لهم أنّ القرار كان فرديًا ولا دخل للبعثة في ذلك، حتى لا تتعرّض للعقوبة".

"هُناك عُملاء لا تعجبهم هذه المواقف"

وتابع نورين: "الحمد لله رغم أنّ هناك أناس لم يتضامنوا معي إلّا أنّ الشعب الجزائري الحر وأحرار العالم أنصفوني وأيّدوني على هذا القرار والموقف المبدئي من جريمة التطبيع والخيانة، ولأنّنا في الجزائر لدينا مبادئ راسخة لا تتغيّر تجاه فلسطين ونصرة قضيتها العادلة، بالرغم من أنّ هُناك عُملاء لا تعجبهم مثل هذه المواقف".

وخاطب اللاعب نورين الشعوب العربيّة قائلاً: "يجب علينا جميعًا أنّ نُقاطع هذا الكيان العنصري بشتى الطرق وفي كافة المجالات: رياضيًا، وثقافيًا، وشعبيًا، واقتصاديًا، وفي أي مجالٍ آخر، وأنا عن نفسي لو تكرّر موقف القرعة الرياضيّة معي مئات المرّات لن ألعب مع لاعبٍ من الكيان الصهيوني لأنّ هذه الانسحابات تُحرجهم أمام العالم وفي هذه المرّة أحرجناهم كثيرًا وأثبتنا للعالم أنّ هؤلاء قتلة وخونة وهم سبب المجازر في فلسطين والمشاكل في غالبيّة الوطن العربي".

وشدّد أيضًا على أنّ "قضية فلسطين و القدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل قضية جميع العرب والمسلمين".

الانسحابات من أولمبياد طوكيو لم تكن لجميع العرب الذين أوقعتهم القرعة الرياضيّة "صدفةً" أمام لاعبٍ صهيوني، إذ مارس الجزائـري فتحي والسـوداني محمد قناعتهما واتخذا موقفًا حاسمًا من الوقوع في شرك التطبيع، لكنّ هناك من أحب أن يُمارس عكس ذلك، إذ قبلت لاعبة الجودو السعودية تهاني القحطاني منافسة اللاعبة "الإسرائيليّة" راز هيرشكو، ولم تنسحب، حيث خسرت القحطاني مرتين، إذ سقطت في وحل التطبيع أولاً، وسقطت في المباراة 11 سقطة وفازت عليها لاعبة الكيان.

شعب الجزائر لن يتخلّى عن فلسطين

نورين خلال حديثه عقّب على ذلك، مُؤكدًا أنّ "هناك من يمتثل لحكوماته، ولكن الشعب هو الأساس وفوق كل شيء، لأنّ المقاطعة ورفض التطبيع هي مقاومة بحد ذاتها، وهناك تأثير كبير للمقاطعة على كيان الاحتلال، وأنصح الشباب العربي بالمقاطعة أينما سنحت الفرصة لهم".

وفي ختام حديثه مع الهدف قال: "يا شعبنا في فلسطين إنّ قلوبنا وضمائِرنا معكم، نحييكم ونشد على أياديكم واستمروا في المقاومة، وما فعلته أنا هو أقل ما يمكن أن أقدمه لكم، وكونوا على ثقةٍ تامّة: إن تخلّى كل العالم عنكم فشعب الجزائر لن يتخلّى، ونتمنى النصر لكم على عدونا وعدوكم".

عقب انسحاب نورين من الأولمبياد وهو أحد أبرز المصارعين في الجزائر وأفريقيا، تفاعل الناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع قراره بشكلٍ واسع، وأثنوا على موقفه المشرّف في ظل تطبيع بعض الدول العربية مع الاحتلال.

وفي حينه، حيّا التجمّع الرياضي الديمقراطي (الإطار الرياضي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين) البطل الجزائري فتحي نورين، مُؤكدًا في بيانٍ له، أنّ هذا الموقف الوطني والأخلاقي المبدئي يعكس نبض الشعب الجزائري تجاه القضية الفلسطينية وتحديدًا في الموقف الرافض لنهج التطبيع.

وشدّد التجمّع على "ضرورة مقاطعة جميع قنوات الاتصال والتواصل مع الصهاينة في كل المجالات الرياضيّة والثقافيّة والسياسيّة، وأن يسير جميع الرياضيين على نهج البطل الجزائري فتحي نورين الذي سيخلده التاريخ ضمن شرفاء هذه الأمة وفخرها وقدوتها".