Menu

قضيتنا واحدة.. ومصيرنا واحد

تقريرأهالي الجولان في مواجهة غول الاستيطان: ترحلون ونبقى

أحمد نعيم بدير

أهالي الجولان في مواجهة غول الاستيطان: ترحلون ونبقى

دمشق _ خاص بوابة الهدف

في سياق مشاريع السرقة المُستمرة، أعلن ما يُسمى وزير البناء والإسكان الصهيوني "زئيف إلكين"، أمس الاثنين 11 أكتوبر/ تشرين أوّل، عن تعزيز البناء الاستيطاني في أراضي الجولان السوري المحتل، والبدء بتسويق 99 وحدة سكنيّة خلال العام الجاري فيما يُسمى "مستوطنة ترامب" التي يقطنها حاليًا 20 عائلة يهوديّة في منازل متنقلة، وذلك بعد عامين من الإعلان عن إقامتها وتسميتها باسم الرئيس المنصرف "دونالد ترامب" الذي اعترف في شهر آذار 2019 بسيادة الاحتلال على الجولان، حيث قوبل هذا الاعتراف برفضٍ عربي وعالمي.

هذا الإعلان أعقب تصريحات لـ"نفتالي بينيت" رئيس وزراء الاحتلال والتي ألقى بها في مؤتمر "مكور ريشون" الذي عُقد صباح أمس على أراضي الجولان المحتل، إذ قال بينيت خلاله: "إنّ تنمية الاستيطان في الجولان يصب في المصلحة الوطنية "الإسرائيلية"، وفي غضون ستّة أسابيع سنعقد جلسة وزارية هنا تتم فيها الموافقة على خطة وطنية للجولان، لأنّ هدفنا مضاعفة عدد المستوطنين، ومن ثم مضاعفته مرّة أخرى والوصول إلى 100 ألف مستوطن يهودي"، على حد زعمه ووصفه.

وفور هذه التصريحات والتوجّهات، هبَّ أهالي الجولان -كما عادتهم- لتنظيم مظاهراتٍ ووقفاتٍ احتجاجيّة لرفض ما اُعلن عنه، مع تأكيدهم على الرفض المطلق لكل هذه المشاريع التي تهدف بالأساس لتغيير الطابع الديمغرافي والجغرافي في الجولان السوري المحتل.

يقول عميد الأسرى السوريين، الأسير المُحرّر صدقي المقت لـ"بوابة الهدف الإخباريّة"، إنّ "كل أهالي الجولان يرفضون الاحتلال كاملاً من حيث المبدأ، لأنّ الجولان عربي سوري وكل مشاريعه الاستيطانيّة وغير الاستيطانيّة سواء بما يُسمى شقها المدني أو العسكري مرفوضة لأنّ هذه الأرض سوريّة ولا سيادة عليها إلّا للجمهوريّة العربيّة السوريّة".

خطوة استعراضيّة

وتعقيبًا على ما اُعلن يوم أمس، يؤكّد المقت لموقعنا، أنّ "هذه الخطوة استعراضيّة، لأنّ حقائق التاريخ والجغرافيا وكل حقائق المنطق والانتماء والهويّة والماضي والحاضر والمستقبل تؤكّد أنّ هذه الأرض عربيّة سوريّة وأنّ هذا المحتل إلى زوال، وهذا يقين وإيمان لدينا جميعًا".

وشدّد المقت على أنّ "اجتماع حكومة العدو في احدى مستوطنات الجولان لتعزيز الاستيطان هي أيضًا خطوة استعراضيّة، وستثبت الأيّام عندما يبدأ التحرير أنّ كل هذه المشاريع الاستيطانيّة إلى زوال"، لافتًا إلى أنّ "تحرّكات أهالي الجولان الوطنيّة المطلبيّة ليست وليدة الأمس أو وليدة فترة معيّنة، بل إنّ أهالي الجولان منذ بدء الاحتلال واغتصاب الأرض يرفضون يوميًا هذا الاحتلال وكل مشاريعه العنصريّة، ويتصدون بكل الوسائل المتاحة لها مع العلم أنّنا سكّان عُزّل ولا نمتلك سوى الموقف والكلمة والإرادة، ويوم أمس خرج أهالي الجولان لرفض التصريحات التي تفوّه بها بينيت".   

لن نسمح بتنفيذ مشروع المراوح

وحول مشروع ما يُسمى "الطاقة النظيفة"، بيّن المقت خلال الاتصال مع "الهدف"، أنّ "الاحتلال يُخطّط لإقامة مزارع كبيرة من المراوح العملاقة على أراضي الجولان المحتل وخاصّة على أراضي قرى مجدل شمس وعين قنية وبقعاثا ومسعدة"، مُشيرًا إلى أنّ "الاحتلال أنجز الجزء الأوّل من هذا المشروع بإقامة المراوح على أراضي القرى العربيّة السوريّة المهجّرة، وعندما بدأ قبل عدّة شهور بتنفيذ المرحلة الثانية على أراضينا تصدّينا بكل بسالة وواجهنا شرطة الاحتلال التي كانت تحمي آليات الشركة التي كانت تنوي تنفيذ المرحلة الثانية واشتبكنا مع الشرطة بالأيدي والحجارة والعصي، وأيضًا نُخطّط للتصدي بكل عنفوان لهذه الشركة في المستقبل لأنّنا لن نسمح لهذه الشركة الغير بريئة والتابعة للاحتلال بتنفيذ المشروع".

وتابع المقت: "هذه الشركة مرتبطة بالاحتلال وجزء أساسي من مشاريعه الاستيطانيّة التي تهدف للاستيلاء على الأرض، ولن نسمح لها بإقامة أي مروحة أو مُصادرة أي شبر من أراضينا المملوكة ملكيّة شخصيّة لسكّان الجولان المحتل، وهذا لأنّنا لا نميّز بين مروحةٍ مُقامة على أرضٍ مملوكة لسكّانٍ تحت الاحتلال ومروحةٍ على قريةٍ مهجّرة لأنّ كل الأراضي محتلة، والاستيطان بأكمله مرفوض، والوجود الاستعماري من الأساس مرفوض جملةً وتفصيلاً".

يُذكر في هذا الإطار أنّ دراسات علميّة حذَّرت من أنّ مشروع المراوح ستكون له انعكاسات صحيّة على أهل الجولان، من خلال الضجيج الذي تتسبب به المراوح، والأمواج تحت السمعيّة التي تصدّر عنها، كما لها آثار ضارة على الجسم، ويُصاب إنسان من بين أربعة بها، كما تتسبّب المراوح بأضرارٍ بيئيّة، إذ ستكون قاتلة للطيور التي تمر من المنطقة، وستؤثّر على أشجار الكرز والتفاح التي تنتشر في الجولان الذي يشكل موطنًا للطيور المهاجرة.

كما يكمن الخطر في مشروع الاحتلال أنه بعيد عن بلدة مجدل شمس فقط 1000 متر، وعن مسعدة 1600، وبقعاثا 1800، الأمر الذي يساهم بزيادة الاكتظاظ في هذه البلدات ومُحاصرة الأهالي.

يا أهلنا في فلسطين: نضالنا واحد

كما وجّه المقت "التحيّة لأهالي الجولان العربي السوري المُحتل الذين يواجهون بكل صمودٍ وصبر هذه المشاريع، وهم الذين يدافعون بقوّة وانتماء عن هويّة هذه الأرض بكل الوسائل رغم أنّهم عُزّل ولكنّهم يمتلكون الرفض الشعبي والكلمة والموقف الشُجاع، وشاهدت بأم عيني كيف واجهوا الاحتلال ببسالة وعنفوان رغم مرور عشرات السنين على احتلال الأرض".

وفي كلمةٍ أخيرة وجّهها لشعبنا الفلسطيني من خلال "الهدف"، قال المقت: "يا أهلنا في فلسطين إنّنا ننحني أمام نضالكم وصمودكم في التصدي للمشروع الصهيوني، وأؤكّد أنّ معركتنا واحدة وهذا ليس شعارًا بل حقيقة، لأنّه تمامًا كما يتصدّى أهلنا في القرى الفلسطينيّة للمشروع الاستيطاني نحن نتصدّى لذات المشاريع في الجولان المحتل التي يقف خلفها المشروع الصهيوني. إنّ نضالنا واحد، وقضيتنا واحدة، ومصيرنا واحد..".

ويُشار إلى أنّ الجمهوريّة العربيّة السوريّة تؤكّد دائمًا أنّ الجولان المحتل جزءٌ لا يتجزأ من أراضيها وتعمل على إعادة كل ذرةٍ من ترابه إلى الوطن بكل الوسائل المتاحة باعتباره حقًا أبديًا لا يسقط بالتقادم، كما تؤكّد دعمها لأهله في مقاومتهم الاحتلال ورفضهم سياسة نهب الأراضي والممتلكات التي يتبعها الاحتلال في الجولان بما في ذلك إقامته المستوطنات على أراضيه.

وفي الثالث من ديسمبر العام الماضي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة مُجددًا وبالغالبية على سيادة سـوريـا على الجولان السوري المُحتل، واعتبار كل إجراءات الاحتلال الصهيوني فيه "باطلة ولاغية"، حيث يُطالب القرار "إسرائيل" بـ"الانسحاب من كامل الجولان السوري المحتل، حتى خط 4 حزيران/ يونيو لعام 1967"، وأن "تمتثل للقرارات المتعلّقة بالجولان"، وفي حينه صوّت لصالح مشروع القرار 88 دولة، بينما اعترضت عليه 8 دول بالإضافة لكيان الاحتلال، فيما امتنعت 62 دولة عن التصويت.