Menu

مأزق المصالحة الفلسطينية بين برنامجين متباينين.. وسبل الخروج

عبد الرحمن البيطار

كتبت لرفيق الدرب المناضل غازي الصوراني يوم الأربعاء الموافق ١٤ تشرين الثاني ٢٠١٨، أقول :

لا أعتقد أن هناك مجالاً للمصالحة بين غزة ورام الله بين برنامجين متباينين تماماً .برنامج السلطة في رام الله، كما يعلن محمود عباس علناً تقوم على الاعتراف بدولة الكيان ضمن حدود حزيران ١٩٦٧ مع تعديلات على الحدود و.....، والتنسيق الأمني معها، ونبذ المقاومة المسلحة، ومع مقاومة شفهية للاستيطان أو شعبية سلمية في أفضل الظروف، هذا مع إبقاء كل مظاهر السلطة والسلطان الشكلي على حساب المواجهة الفعلية والمقاومة العضوية والديناميكية للاحتلال...ّ

رام الله ضد إعادة تشكيل مؤسسات السلطة عبر إجراء انتخابات جديدة للرئيس والمجلس النيابي .ورام الله لن تتمكن من فرض سلطتها في غزة مع بقاء غزة متمسكة ببرنامج وطني يتضمن المقاومة المسلحة.

قبول رام الله بغزة مسلحة ومتمسكة ببرنامج يتضمن المقاومة المسلحة، مع الاحتفاظ بعلاقاتها مع دول محور المقاومة، يعني انتهاء مفعول سلطة رام الله بالمقياس الصهيوني الإسرائيلي، الأمريكي، والعربي النفطي .

غزة تقاوم الاحتلال بالاشتباك الديناميكي معه بكل أشكال المقاومة بما في ذلك المقاومة المسلحة، وبتلقي الدعم من دول محور المقاومة .غزة تراكم قوتها وسط حِصار قاس من دولة الكيان الصهيوني، ورعاتها من أمريكان وأوروبيين وعرب.

غزة لا يقوم برنامجها الوطني على أساس القرار ٢٤٢... غزة مع انتخابات لاختيار الرئيس والمجلس النيابي.

إذا بقيت سلطتي رام الله وغزة كل منهما متمسكة ببرنامجها ونهجها، فإن توحيد الصف يتطلب اعتماد صيغة وحدوية تقوم على برنامج وطني يعترف بتباين النهجين، على قاعدة الاتفاق على أهداف ذات مدى مرحلي، وعلى أن لا تسمح صيغة العمل الوحدوي بأن يتحول الاختلاف إلى تصادم ومحاربة ومقاطعة وحصار ومناهضة بين أطرافه ... صيغة العمل الوحدوي الفلسطيني المطلوبة، تقوم على تشكيل قيادة موحدة من قياديي النهجين في رام الله وغزة، تقود العمل الوطني الفلسطيني؛ أقول قيادة موحدة تعترف في هذه المرحلة بحق الاختلاف في النهج، قيادة تشتبك مع الاحتلال بكل الوسائل المتاحة بما يخدم هدف تخليص شعبنا من براثن الاحتلال، ومراكمة الإنجازات .قيادة تبني برنامجاً وطنياً يوظف الاختلاف ويديره، ويرفع أو يقلص وتيرته بما يؤدي إلى تحقيق أهداف شعبنا على المدى القريب والمتوسط والبعيد، وفق إطار استراتيجي جديد، يجند طاقات شعبنا كلها في الداخل المختل، وفِي دول المنفى والشتات، وكما قُلنا، ونكرر، قيادة توظف الاختلاف لصالح تحقيق أهداف شعبنا، لا إلى تبديدها وإعطاء المجال لأعداء شعبنا للاستفادة منها وتوظيفها لصالح تحقيق أهدافه .

إن لم يكن بالإمكان في هذه المرحلة، توحيد النهج والبرنامج والأهداف، فإن المصلحة الوطنية تقضي بأن نتبنى صيغة عمل وحدوي تقوم على مبدأ إدارة الاختلاف. إدارة الاختلاف لصالح تحقيق أهداف شعبنا في هذه المرحلة يجب أن يتحول الى أن يكون هدفاً نسعى إلى تحقيقه في هذه المرحلة .إن روح إدارة الاختلاف وتوجيهه هو ما يجب أن يطغى على العلاقات الوطنية الداخلية، لا الخصام والتصارع، والتصادم، والتجويع والحصار.. هذا هو رأيي.