عقد مجلس الوزراء للحكومة الفلسطينية برئاسة محمد اشتية اليوم الاثنين، جلسته الأسبوعية في مدينة القدس المحتلة، قرر خلالها حزمة مشاريع تطويرية.
وقال مجلس الوزراء في بيان له إنّه قرر مجلس الوزراء، اعتماد محافظة القدس منطقة تطوير "أ" لتعزيز التنمية في كافة المجالات.
وبحسب البيان، فقد اعتمد المجلس برنامج تمكين النساء الرياديات وبرنامج تنمية الريف في القدس، واعتماد التصاميم الهندسية اللازمة لتنفيذ مشروع شارع قلنديا الموازي، مشيراً إلى أن قيمة إنشاء الشارع تبلغ 22 مليون شيقل.
كما وصادق مجلس الوزراء على إنشاء مدارس في القدس المحتلة بقيمة 20 مليون دولار، منها مدرستان مهنيتان، وعلى تقديم دفعات مالية لقضايا القدس بقيمة 16,5 مليون شيقل وصرفها كأولوية، بالإضافة إلى تخصيص 2,25 مليون دولار لصالح جمعيات تعاونية في مجال الإسكان في محافظة القدس، إضافة لتوفير 500 فرصة عمل لمده 6 أشهر لأبناء القدس.
وكما جاء في بيان مجلس الوزراء، فقد صادق على توفير محطات طاقة شمسية لجميع التجمعات البدوية في القدس، وفق الخطة المعدة من سلطة الطاقة والموارد الطبيعية، ووافق على مشروع محطة تحويل كهرباء العيزرية بقيمة 15 مليون دولار، وفتح شباك التأمين الصحي في بيرنبالا والبدء بتحضير آخر في مسقط، والاستمرار في تقديم دفعات شهرية منتظمة لضمان تمويل مستشفيات القدس.
وصادق مجلس الوزراء على تمويل بناء طابق جديد في مديرية صحة العيزرية بقيمة مليون دولار، وتسهيل دخول طلبة التوجيهي من القدس إلى الجامعات الفلسطينية، واعتماد خطة وزارة التعليم العالي لتشجيع الطلبة في محافظة القدس للاستفادة من المنح والبعثات الحكومية في الداخل والخارج، وتوفير قطعة أرض بمساحة 60 دونما بأجور رمزية لتوليد الطاقة الكهربائية لصالح تجار القدس، ودفع فواتير الكهرباء عن التجار في البلدة القديمة للأعوام 2020/2021، ودعوة القطاع الخاص للاستفادة من مشاريع الدعم المقدمة بقيمة تتجاوز 20 مليون دولار.
كما قرر استئناف تقديم المساعدات المالية لتجار البلدة القديمة في القدس، والطلب من سلطة النقد إعداد خطة عمل بالتعاون مع البنوك الفلسطينية لتقديم قروض سكنية وتجارية بفوائد ميسرة للمواطنين في محافظة القدس، واعتماد خطة وزارة الاقتصاد الوطني لمساعدة تجار التحف الشرقية في البلدة القديمة في القدس لتسويق منتجاتهم في الخارج.
كذلك قرر مجلس الوزراء تخصيص 20% من الصناديق العربية والإسلامية لتمويل مشاريع تنموية وشبابية في محافظة القدس، وتقديم المساعدة لأصحاب المنازل المهدومة من قبل الاحتلال خلال مدة لا تزيد عن أسبوعين، واعتماد حزمة مشاريع البنية التحتية للهيئات المحلية في محافظة القدس بقيمة 96 مليون شيقل، وتعزيز تمويل العيادات الهندسية والقانونية للدفاع عن حقوق المواطنين في القدس.
كما قرر مجلس الوزراء، في جلسته، تعزيز الكادر الأمني والقيادة الأمنية لرفع مستوى الأمان والسلم الأهلي في محافظة القدس، وتخصيص مبلغ مالي لتمويل شراء وتركيب مصعد في الغرفة التجارية في القدس، واعتماد توصيات وزارة الصحة بتقديم لقاحات "كورونا" للفئة العمرية (12-15 عاما)، وإعطاء جرعة ثالثة معززة اختيارية من اللقاح لمن هم فوق عمر 18 عاما، وإعادة تشكيل عدد من المجالس لبعض المؤسسات الحكومية.
وأحال المجلس عددا من التشريعات للدراسة، وصادق على عدد من أذون الشراء لعقارات حسب الأصول.
كما قرر المجلس إنشاء مبنى في الرام يضم جميع المديريات للتسهيل على المواطنين في متابعة وإنجاز معاملاتهم بأقصى سرعة، والطلب من الأوقاف تخصيص 60 دونما لتوليد الكهرباء لصالح تزويد التجار في البلدة القديمة بالكهرباء بالاتفاق مع شركة الكهرباء الوطنية.
وقرر المجلس كذلك توفير الأموال اللازمة لصندوق استدامة لدعم القطاع السياحي وخاصة الفنادق التي تعرضت لخسائر خلال جائحة "كورونا"، واستحداث برامج جديدة للتدريب المهني في العيزرية وتوفير مبالغ مالية لبناء مدارس جديدة واستكمال أخرى قيد الإنشاء.
كما قرر المجلس إقامة مشاريع بقيمة 4.1 مليون دولار للطاقة التقليدية وتطوير شبكات في أم اللحم وقطنة وبيت سوريك ووادي الحمص وتشغيل محطة قلنديا وتوسعة الرابط مع الأردن لتزويد محافظة القدس بالكهرباء، إضافة لمشاريع الطاقة المتجددة من خلال تخصيص مئة ألف دولار لتركيب أنظمة طاقة شمسية في كل من دار المسنين في العيزرية ومجموعة من المدارس، إضافة لمشاريع مخطط لها للتنفيذ خلال 3 أعوام بتكلفة تصل إلى 15.1 مليون دولار والتي تشمل بناء محطة تحويل في العيزرية، إضافة لتأهيل وتطوير شبكات، إضافة لمشاريع الطاقة المتجددة بتكلفة تصل إلى 150 ألف دولار تتضمن تركيب أنظمة شمسية على مباني مؤسسة التراث والبحوث الإسلامية ومبنى مؤسسة دار الأيتام الخيرية.
وكان مجلس الوزراء ناقش، في جلسته، الأوضاع الصحية في ضوء انكسار فايروس "كورونا" وزيادة إقبال المواطنين على تلقي اللقاحات، حيث قرر إعطاء اللقاح للفئة العمرية من 12-15 عاما، وإعطاء جرعة معززة اختيارية من اللقاح لمن هم فوق الـ18 عاما .
وقد استمع المجلس إلى تقرير حول احتياجات المدينة سلط الضوء على حجم التحديات التي يواجهها سكانها والمحافظة، والانتهاكات التي يتعرضون لها جراء سياسات الاعتقال وهدم البيوت والتوسع الاستيطاني والاستيلاء على أملاك المواطنين لإجبارهم على مغادرة منازلها والهجرة من أحيائهم، في إطار سياسات التطهير العرقي التي تتبعها سلطات الاحتلال ضد سكان المدينة أصحاب الأرض الأصليين.
وقد أجرى نقاشا مستفيضا حول ما تواجهه المدينة وأحياؤها وجميع القرى والبلدات والمخيمات في المحافظة، وقد أقر حزمة من القرارات التي تتعلق بجميع شؤون الحياة والرامية إلى توفير كل متطلبات الرباط وخاصة لسكان المدينة المستهدفة بالتطهير والابتزاز والضرائب التي تفاقم معاناة المواطنين وتصعب عليهم حياتهم.
وقال اشتية، في كلمته بمستهل الجلسة، إن اجتماع مجلس الوزراء على مشارف المدينة المقدسة والذي جاء اليوم متزامنا مع الذكرى الثالثة والثلاثين لإعلان وثيقة الاستقلال، يأتي لتجديد حق الشعب الفلسطيني بتمسكه بحقه في عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، "عنوان وحدتنا ومصدر قوتنا ومبعث صمودنا في الدفاع عن حقنا في أرضنا التي يحاول الاحتلال عبثا تغير معالمها وممارسة سياسات التوسع والضم والعنصرية والتطهير العرقي بحق سكانها في الشيخ جراح وسلوان، حتى طالت ممارساته الأموات في قبورهم كما فعل في المقبرة اليوسفية التي تضم رفات الشهداء من الفلسطينيين والعرب الذين استشهدوا دفاعا عن المدينة المقدسة."
وأضاف مخاطبا سكان المدينة المقدسة والمحافظة: " نعقد هذا الاجتماع اليوم عند حافة جدار الفصل العنصري، الذي أقامه الاحتلال ليحول بيننا وبين وصولنا إلى مدينتنا المقدسة قبلة المسلمين الأولى، ومسرى النبي ومعراجه إلى السماء، لنجدد العهد لكم بتوفير ما نستطيع من متطلبات الدعم والإسناد لنضالكم ولنؤكد رفضنا التنازل عن أي شبر من أرضنا ومدينتنا العربية وفق قرارات الشرعية الدولية، ولنرفض كل الانتهاكات التي يمارسها المتطرفون في ساحات الأقصى الذي هو مكان للمسلمين فقط، وكذلك ما تتعرض له الكنائس من انتهاكات وعمليات اعتداء وتدنيس وحرق في هذه المدينة العزيزة على قلوبنا".
وقال: "إن القدس هي العاصمة الأبدية، درة التاج ونقطة التقاء الأرض بالسماء، زهرة المدائن ومهوى أفئدة المؤمنين مسلمين ومسيحيين، الذين يأتون إليها ليقيموا صلواتهم في المسجد الأقصى الذي بارك الله فيه وحوله، وليسيروا في درب الآلام ليقيموا صلواتهم في كنيسة القيامة التي شهدت توقيع العهدة العمرية وبموجبها أعطى الخليفة عمر العهد لأهل إيلياء أن لا يصلي في كنيستهم أحد من المسلمين، ايلياء القدس التي تضم الآثار الكنعانية والرومانية والإسلامية والمسيحية هي لهم فقط، وليس لغيرهم أي آثار فيها".
وأضاف: "نجتمع اليوم لنستحضر سير شهدائها وكل شهداء الوطن الذين ضحوا من أجلها من أجل فلسطين حرة عربية والأسرى والجرحى الذين دفعوا ثمن دفاعهم عنها، ونستلهم تجاربهم النضالية في معركة البوابات وباب العامود وكل المواقف التي شهدتها شوارع المدينة المقدسة وأسوارها وبواباتها دفاعا عنها وتثبيتا لحق أهلها فيها.
وتوجه رئيس الوزراء بالتحية للمواطنين في كل البلدات وفي البلدة القديمة وجميع الأحياء والشوارع التي تتعرض للتطهير العرقي وعمليات تغيير المعالم لتهويدها، كما توجه بالتحية لجميع القطاعات والقوى الوطنية العاملة بالمدينة والضواحي بجامعتها ومدارسها ومستشفياتها وتجارها وعمالها ونسائها ورجالها وأطفالها وللباعة المتجولين في شوارعها وأزقتها، ولكل فرد يرابط في هذه المدينة حفاظا على هويتها الفلسطينية العربية.
وكان رئيس الوزراء، والوزراء اجتمعوا بالفعاليات الوطنية والشعبية وممثلي المؤسسات والبلدات والمخيمات في المدينة والمحافظة، واستمعوا منهم إلى ما تحتاجه مدينة القدس وضواحيها من احتياجات لتوفير متطلبات الصمود والرباط في وجه الإجراءات الإسرائيلية العنصرية في القدس.