Menu

والدها تقلّد ذات المنصب لـ40 عامًا

سخط على مواقع التواصل "سلام الزواوي من عِظام الرقبة تعيّن سفيرة في طهران"

بوابة الهدف الإخبارية

أثار أداء السفيرة الفلسطينية الجديدة لدى ايران سلام الزواوي، اليمين القانونية أمام الرئيس محمود عباس قبل يومين، خلفاً لوالدها الذي شغل المنصب نفسه لنحو 40 عاماً، حفيظة شريحة واسعة من أبناء شعبنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من منابر الرأي والرأي الآخر.

وجاء أداء اليمين بحضور كل من مستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، ومدير عام الصندوق القومي الفلسطيني الوزير رمزي خوري، وبالتوازي مع ذلك تعالت أصوات مجتمعية شبه رسمية وتفاعلية - كتاب ، نشطاء، صحفيون - عن انتقال المنصب بـ"الوراثة" بما يخالف القوانين المعتمدة خاصة قانون السلك الدبلوماسي لعام 2005.

ومن خلال متابعة بوابة الهدف الإخبارية للقضية وما أثارته من ردود حولها، يرى عدد من النشطاء، أن المناصب تقلد بناءً على مبدأ تكافؤ الفرص بحسب القانون الأساسي لا أن يكون عن طريق "التوريث".

ويؤكد النشطاء، أن هناك مشكلة أساساً في التمثيل الخارجي والدبلوماسي لدى الممثليات الفلسطينية، بما يخالف القانون، مما ينعكس سلباً على أدائها ودورها المطلوب في كل دولة، مثلاً "شروط التعيين غير مستوفاه في من يتم تعيينهم".

فيما يقول الباحث والمحاضر في دائرة العلوم الاجتماعية في جامعة بيت لحم وسام رفيدي عبر فيسبوك متهكماً "طلعت السفارات وراثة يا عالم، ليش ابوي ما كان سفير كان هلقيت صارلي 30 سنة مبلط في سفارة، لازم نطلع عيلة طحانين؟".

كما وينظر آخرون إلى أن القضية حساسة قائلين "القضية الفلسطينية بحاجة إلى دبلوماسية قوية ومهنية وسفراء أصحاب كفاءات عالية، حتى يستطيعوا القيام بالوظيفة الخارجية، لأنه مطلوب منهم العمل على الصعيد الخارجي مع الدول الأخرى ومع المؤسسات الدولية، ونقل وحمل المشروع الوطني للخارج وتقديمه بصوره الصحيحة والمطلوبة".

ويضيف آخر "لا نستطيع تحقيق المهمات من خلال تعيين الأبناء والأقارب في الممثليات الخارجية"، كما جاء.

وتساءل آخرون: هل جاء الوقت لتغيير التسميات في فلسطين وتسمية المناصب بحقيقتها أي أن نطلق على كل مسؤول لقب ملك في دائرة عمله، مثلاً ملك سفارة فلسطين في الدولة كذا وملك وزارة فلسطين الفلانية، وملك المقاطعة وملك الصندوق القومي؟

أما الأسير المحرر سعد عمر علق قائلاً "مش عارف ليش قالبين الدنيا ع سفيرنا السابق بإيران وسفيرتنا الحالية بنت سفيرنا السابق في الجمهورية الاسلامية بعد عمرٍ طويل، عليم الله لو يصير حدا من السعودية ولا حبايب ابو قنية الزيت ولا الامريكان سائلين السلطة عن سفارة فلسطين في ايران ليتبروا مش بس من السفارة والسفير وبنتو سفيرتنا الحالية والله لينكرو انو علم فلسطين هو نفسو الي ع السفارة".

وتابع "هو اصلا سفيرنا بإيران محكي معو من زمان بتسكر ع حالك باب السفارة ولا بتشوف حدا ولا يشوفك وكل اسبوع ببعتولك الخضار ومتحكيش مع حدا ملكش دعوة بحدا كانك مجتش اساسا".

وأضاف "بدكم سفير جديد يجي ولسه حيتعرف ع الجيران والسوبر ماركتات وهيك وبصراحة السفير مش حابب يموت برة دارو الي هي السفارة وبنت سيادة السفير بتعرف وين كلشي محطوط المعالق والقهوة والسوبرمكتات فخلص يعني ليش الحسد، هو في حدا يسترجي يوصل السفارة اذا وصل ايران اصلا؟".

ويعود آخر متهكماً: يجب أن نبلغ مؤسسة أرقام غينيس بالموضوع، لم يسبق في التاريخ أن بقي شخص سفيراً لدولته 40 عاماً، وفق قوله.

ونشر أحد النشطاء والصحفيين مقطعاً مصوراً قديماً للسفير صلاح الزواوي يروي فيه قصة من أيام شاببه ومشاركته في النضال والمقاومة ضد العدو الصهيوني إضافة إلى حديثه عن آلامه ووجع ظهره وقتها قائلاً "تعرف اكثر على سفيرنا السباق في ايران قبل ما بنته تستلم مكانه، قصة جميلة يرويها سفيرنا السابق في ايران عن ايام الشباب والنضال".

وكتب معلقاً على الفيديو "الله يعطيك العافية سعادة السفير قصة جميلة انا تأثرت ونسيت وجع ظهري".

وفي تعليق مكتب ائتلاف أمان في قطاع غزة، أكد فيه أن التعيين غير المبني على أسس معينة، يزيد من حجم الفجوة بين المواطن والمؤسسة الرسمية، ويضعف ثقته في عمليات التعيين في كافة الوظائف، وفق ما جاء.

 

وفي تعليق للكاتب الصحفي راسم عبيدات جاء فيه "سلام الزواوي ليست استثناءً، قلت أكثر من مرة بأن هذه السلطة نتاج لتزاوج راس المال والمؤسسة الأمنية والشرائح العليا في حركة فتح، والذين غرقوا في السلطة ومنافعها وامتيازاتها، ولذلك العلاقات قامت بين مؤسسة السلطة على أساس الزبائنية والعلاقات الشخصية والعشائرية و"احملني وبحملك".

وتابع عبيدات في تعليقه "وهذه السلطة في إطار السعي للحفاظ على مصالحها  وامتيازاتها، رأينا كيف التقى رئيسها غانتس في منزله في سابقة غير معهودة، والبحث تمحور حول القضايا الاقتصادية والمعيشية والتصاريح للشخصيات المهمة وللعمال والتجار للدخول الى القدس والداخل الفلسطيني 48، بعد القبول بفصل المسارين السياسي عن الاقتصادي، ولذلك تعيين سلام الزواوي سفيرة في طهران وارثة هذا المنصب عن أبيها، فهذا ليس بالاستثناء، فالكثير من النافذين في السلطة ووزارتها وأجهزتها والشرائح العليا من فتح  ضمنوا مناصب لأسرهم ولأصدقائهم، وهي ستستمر في نهجها وخيارها".

وأضاف "وتعظيم صغائر الأمور أو بعض التسهيلات الاقتصادية والمعيشية التي كانت تقوم بها الإدارة المدنية على إنجازات وانتصارات عظيمة، وقبول غانتس الجلوس معهم بأنه لقاء للأبطال".

يذكر أنّ سلام الزواوي هي إبنة السفير الفلسطيني السابق لدى طهران صلاح الزواوي، البالغ من العمر (84) عاماً، وهي ثاني سفير فلسطيني لدى إيران منذ انتصار الثورة، وولدت عام 1980، وتبلغ من العمر (42) عاماً.

وشغل الزواوي هذا المنصب منذ عام 1980 وهو عضو مؤسس لحركة "فتح"، كما كان سفيراً سابقاً لدى فلسطين في الجزائر والبرازيل وكينيا، وقبل السفير صلاح الزواوي، كان هاني الحسن مسؤولاً عن هذا المنصب.