Menu

"مصدر يزعزع الاستقرار"

الكيان لا يُعلق: واشنطن تتخلى عن خطة أنابيب "إيست ميد" اليونانية

بوابة الهدف - ترجمة خاصة

قالت "ميدل إيست آي" في تقرير صحفي أنّ الحكومة الأمريكيّة تخلّت بصمت عن مشروع خط أنابيب شرق البحر المتوسط الذي ​​من شأنه أن ينقل الغاز من حقول الكيان الصهيوني على شواطئ فلسطين المحتلة عبر قبرص اليونانية إلى أوروبا هذا الأسبوع من خلال تقديم ورقة غير رسمية إلى أثينا توضح أسبابه. وهو المشروع الذي اعترضت عليه تركيا منذ البداية.

ووصفت الورقة الأمريكيّة غير الرسمية وفقًا لوسائل الإعلام اليونانيّة، المشروع بأنه "مصدر يزعزع الاستقرار" في المنطقة من خلال وضع تركيا ودول المنطقة في مواجهة.

وقال دبلوماسي يوناني، طلب عدم ذكر اسمه لموقع Middle East Eye، إن التقارير الإعلامية كانت مبالغات.

ومن جانبها، زعمت الإذاعة العامة اليونانية ERT أنّ الورقة غير الرسمية أوردت أيضًا ثلاثة أسباب لشرح سبب عدم دعم الولايات المتحدة للمشروع: المخاوف البيئية، والافتقار إلى الجدوى الاقتصادية والتجارية، وخلق توترات في المنطقة.

كان المشروع قد أثار غضب أنقرة في عام 2020 بعد أن وقعت اليونان والكيان الصهيوني والإدارة القبرصية اليونانية صفقة لبناء خط أنابيب للغاز الطبيعي بطول 1900 كيلومتر في شرق البحر المتوسط​​، ويمر عبر مناطق بحرية متنازع عليها تطالب بها كل من تركيا واليونان

وكانت إدارة ترامب ووزير خارجيتها، مايك بومبيو، من المؤيدين الأقوياء للمشروع، وكذلك مصر ومنتدى غاز شرق المتوسط ​​الذي يستثني تركيا، بحجة أنّ أوروبا بحاجة إلى تنويع احتياجاتها من الطاقة مقابل روسيا.

وقد غيّرت وزارة الخارجية الأمريكية، تحت رئاسة الرئيس جو بايدن، تلك السياسة فجأة يوم الأحد الماضي وقالت إنّ واشنطن تحول تركيزها إلى موصلات الكهرباء التي يمكن أن تدعم كل من مصادر الغاز والطاقة المتجددة.

وبعد التقارير الواردة في الورقة غير الرسمية، قالت وزارة الخارجية إنّها ما زالت "ملتزمة بربط طاقة شرق البحر المتوسط ​​بأوروبا فعليًا".

وقالت في بيان: "نحن ندعم مشاريع مثل خط الربط الكهربائي الأوروبي الأفريقي المزمع من مصر إلى جزيرة كريت والبر اليوناني، وخط الربط الكهربائي الأوروبي الآسيوي المقترح لربط شبكات الكهرباء الإسرائيليّة والقبرصيّة والأوروبيّة".

ومن المعروف أنّ سياسة أنقرة في هذا الموضوع طالما نصت على إن "الغاز الإسرائيلي" لا يمكن بيعه إلى أوروبا إلا عبر تركيا. وسعى المسؤولون الأتراك و"الإسرائيليون" إلى إيجاد طريقة لتوقيع اتفاق لتوصيل الغاز في عام 2016، لكن الخلافات السياسية قتلت المشروع البديل. فيما ورحب مسؤولون أتراك يوم الثلاثاء بالبيان الأمريكي بشأن المشروع ونقل أيضًا عن مسؤول تركي مرحب بالقرار الأمريكي "لم يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن هذا المشروع ممكن. علمنا أنهم لم يدعموه".

وقال مسؤول تركي ثان إنّ أنقرة أخبرت جيرانها دائمًا أنه ليس من الممكن تقنيًا نقل "الغاز الإسرائيلي" عبر قبرص وأنّ البديل الوحيد هو عبر تركيا. وأضاف المسؤول "وإلا يمكن استخدام الغاز الإسرائيلي للاستهلاك المحلي".

وكان لدى "الإسرائيليين" أنفسهم شكوكهم حول جدوى المشروع، حيث أن تكاليفه يتجاوز 7 مليارات دولار، وسعى كل من الكيان الصهيوني والاتحاد الأوروبي إلى الاعتماد على الطاقات المتجددة في المستقبل القريب، وفي الوقت الذي يعتبر الغاز المستخرج لصالح الاحتلال الصهيوني من شواطئ فلسطين المحتلة لديه القدرة على أن يكون منافسًا للغاز الطبيعي المسال الأمريكي (LNG)، والذي كان الطلب عليه مرتفعًا في أوروبا بسبب مشكلات إمدادات الطاقة

وأظهرت بيانات تتبع السفن أنه تم شحن 7.15 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا الشهر الماضي على 106 سفن، بزيادة قدرها 16٪ مقارنة بـ6.14 مليون طن على 89 سفينة في نفس الشهر من العام الماضي. وتجاوز ذلك الرقم القياسي السابق البالغ 6.51 مليون طن المسجل في أيار/ مايو الماضي.