احتجاجاً على سياسة المماطلة والتسويف التي تمارسها السلطة ووزارة التنمية الاجتماعية بحق المستفيدين من مخصصات الشؤون الاجتماعية، نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في محافظة خانيونس صباح اليوم الأحد وقفة احتجاجية حاشدة أمام مقر وزارة الشؤون بالمحافظة، بمشاركة شعبية ووطنية حاشدة تقدمهم قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة، والمئات من مستفيدي الشؤون.
ورُفعت في الوقفة اليافطات المنُددة بسياسات السلطة ووزارة التنمية الاجتماعية، وحرمان آلاف الفقراء المستفيدين من مخصصات الشؤون الاجتماعية.
وألقى الرفيق محمد فياض مسؤول منظمة القرارة، كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قال فيها " نلتقي وإياكم اليوم في ميدان من ميادين مقارعة ومقاومة التوحش على حقوق الفقراء، فمنذ شهور طويلة وأبناء شعبنا المستفيدين من مخصصات الشؤون عالقين في وحل الدجالين والمرابين المستوزرين، سماسرة المنح والهبات والمساعدات، الراقصين على معاناة أطفالنا الجوعى، وعذابات أسر تنكر لها المتكرشون، مما فاقم من المعاناة، وحَولّ وزارة أسست وانشأت لرعاية الفئات المهمشة والفقيرة منصةً للإفساد الاجتماعي، واستولى من خلالها الفاسدون على المنح والهبات والمساعدات، لشراء الذمم وإرضاء الموالاة وشن حروب الإفقار والتجويع لعشرات آلاف الأسر".
وطالب فياض السلطة الفلسطينية ووزير التنمية الاجتماعية بصرف المبالغ المستحقة والممولة من مالية السلطة فوراً وبأثر رجعي في ظل ما يكابده شعبنا من أزمات مالية وحياتية، خصوصاً وأن شهر رمضان على الأبواب وما يتطلبه من احتياجات لعشرات آلاف الأسر الفقيرة.
كما دعا البلديات وسلطة المياه وشركة الكهرباء وشركات بال تل وجوال واريدو وإدارات الجامعات ووزارة التربية والتعليم بإعفاء المستفيدين من مخصصات الشؤون الاجتماعية من الرسوم والخدمات الأساسية.
واستدرك فياض قائلاً : " إن وزارة التنمية الاجتماعية تعلم جيداً بأن 40% من صافي مخصصات الشؤون التي تصرف للعائلات الفقيرة يتم تمويلها من موازنة السلطة، ولا زالت تختلق الذرائع وتسوق المبررات والمصوغات للتهرب من واجباتها تحت مبرر تأخر الاتحاد الأوروبي عن تسديد التزاماته في هذا الشأن، فلماذا لم يتم صرف الجزء المستحق على السلطة والبالغ 40%، وأين ذهبت هذه الأموال؟!.
واعتبر فياض أن هذه الوقفة لم تكن البداية ولن تكون النهاية، وأن الجبهة ستواجه حرب الافقار وسياسة التوحش على حقوق الفقراء والفئات المهمشة، باعتبار أن ما يجري هدف لتجريف صمود شعبنا، وتعظيم معاناته في إطار محاولات كي الوعي، وتعظيم نهج الفساد المالي والإداري، ما يستوجب من الجميع مقاومته وفضح رجالاته.
وأضاف فياض أن هذه الوقفة ستكون بداية الانطلاق لحراك شعبي يهدف لاسقاط الفاسدين واستعادة وزارة الفقراء من أيادي العابثين، وأن الجبهة لن تتوانى ولن تتراجع عن مبدئها الدائم بالدفاع عن حقوق الفقراء التي لا تقبل المساوة ولا الصمت.
ودعا مؤسسات المجتمع المدني لتحمل مسؤولياتها في اعداد برنامج لرعاية اجتماعية واغاثية مكثفة للأسر الفقيرة خاصة المستفيدة من مخصصات الشؤون، وخصوصاً في شهر رمضان، وتوفير الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية لها، وتوجيه جزء من البرامج الاغاثية لهذه الأسر.
وطالب بزيادة نسبة المستفيدين من المنح المالية الموجهة ل غزة لتشمل المستفدين من مخصصات الشؤون الاجتماعية، مؤكداً أن فقراء شعبنا لن يقبلوا بوزير لوزارة تم انشائها لرعاية احتياجاتهم، ويدير الظهر لمهامه، ويتوحش على حقوقهم.
وتخلل الوقفة هتافات غاضبة من الجماهير، ومنُددة بسياسة المماطلة والكذب التي تمارسها السلطة ووزارة التنمية الاجتماعية بخصوص مستفيدي الشؤون الاجتماعية، والمطالبة بصرف المستحقات قبل قدوم شهر رمضان.