Menu

" أحمدْ سعداتْ": الأمينِ العامِ للجبهةِ الشعبيةِ رمزا وطنيا للشهداءِ والأسرى والجرحى

سلامة عبيد الزريعي 

يعتقدُ العدوّ كعادتهِ بأنَ الضرباتِ الغادرةَ التي ينالُ منْ خلالها هاماتٌ المناضلينَ بالاغتيالِ الجبانِ لقادةٍ وكوادرَ وأنصارِ الجبهةِ الشعبيةِ، كما أنَ ديدنَ العدوِ الاختطافِ والإخفاءِ محاولاً تحقيقَ نصرًا وهميًا، معتقدًا بأنَ الضغطَ والتعذيبَ ينالُ منْ إرادة المعتقلينَ فلمْ يعِ بأنَ "الشيخَ خضرْ عدنانْ" انتصرَ مضربًا بجسده جائعًا مكبلًا بلا شحمٍ ولا لحم، وأنَ شهداءَ "ثأرِ الأحرارِ"، سرايا جهاديينَ وكتائبَ جبهاويينْ، مشاعل متوهجةٍ، وما ذكرى النكبةِ الْــ 75 عاما مؤذنةً بأنَ الشعلةَ ما زالتْ متقدةً، شهيدا تلوَ الشهيدِ جريحًا أسيرًا، أمهاتٌ تزغردُ برفعِ شعاراتِ النصرِ مضحيات بأبنائهنَ وبيوتهنَ وبأعزّ ما يملكنَ فداءٌ للمقاومةِ وأسودها الأبطالُ .

فلمْ يتعلمْ العدوّ الدرسُ ولمْ يدركْ قوةَ الأسرى فقدْ ولى زمنَ الذلِ والخذلانِ، فالشعبِ الفلسطينيِ مصممٍ على نزعِ حريتهِ كفى تشريدًا وملاحقهُ وتجويعا كما عاش أبناءُ شعبنا في مخيماتِ اللجوءِ وما أقساها، أتذكرُ اعتذار "شفيقٍ الحوتِ" حين دعاه "أحمد منصور" لمرافقته في زيارةِ لمخيماتِ اللجوءِ في لبنانَ، فأبى "الحوتُ" لعدمِ قدرتهِ على تحملِ معاناةِ شعبهِ وقسوةِ الحياة،ِ وذو القربى عليهمْ! فكيفَ لهذا الشعبِ أنْ يستكينَ عنْ التضحيةِ بأعزَ ما يملكُ منْ أبنائهِ ومالهُ وأملاكهُ؟

فأحمدْ سعداتْ" رمزًا وطنيًا وحالة وطنية لهذه المعانة ولهؤلاءِ الشهداءِ والأسرى والجرحى، أمينًا عامًا يقبع خلفَ القضبانِ وقبلهُ أمينًا عامًا شهيدًا ألا وهوَ " أبو علي مصطفى " وما اختطافُ الرفيقِ "أحمدْ سعداتْ" ورفاقهُ "عاهدِ" و"وليدْ" وإخفائهمْ في زنازينَ انفراديةٍ واخضاعهمْ لعملياتِ التحقيقِ بأشكالهِ المختلفةِ لنْ ينالَ منْ صمودهمْ وإرادتهمْ أقوى منْ ظلمِ السجانِ الصهيونيِ المدججِ بأدواتِ الحصارِ والتجويعِ المنهجِ.

يدركَ شعبنا بأنَ هؤلاءِ الأبطالِ "سعداتْ" و"عاهدَ" و"وليدْ" وكل الرفاقِ همْ "سنداناتْ" في المشروعُ الوطنيُ الفلسطينيُ،غيرهمْ كثرَ، لكنْهمْ رموزُ المرحلةِ الراهنةِ ومنهمْ "عدي" و"أبو طعيمة" و"صيدمْ" و"علمِ الدينِ" الذينَ التحمتْ دمائهمْ بدماء قادة "سرايا الجهادِ" فالتحقوا سويا ورفعوا على محملِ الشهادةِ وتعانقتْ دمائهمْ وأرواحهمْ منيرة الطريقِ لأبناءِ شعبهمْ للسيرِ على خطاهمْ بهامات ماتَ مرفوعةً.

إن ما أغاظ العدوّ هيَ المواقفُ النبيلةُ للجبهةِ وخطها النضاليُ القائمُ على الوعيِ لطبيعةِ الصراعِ، فالوعيُ الجبهاوي مغروسُ في نفوسِ وعقولِ الرفاقِ. أدركَ العدوّ ويدركُ بلا وجلٍ بأنَ الرفيقَ "سعداتْ" يمثلَ حالةً نضاليةً معَ رفاقهِ داخلَ السجونِ وبالتالي تسعى الاحتلالُ لابتداعِ وسائلَ للنيلِ منْ حياتهِ وحياةِ الرفاقِ بعدَ الاستفرادِ بهمْ، فكيفَ يخضعُ "سعداتْ" ورفاقهُ بعدَ عقدينِ منْ البطشِ في سجودِ الاحتلالِ معَ رفاقهِ "عاهدَ" و"وليدْ" إلى التحقيقِ بعد طول هذه المدة؟ فهو يدركُ بأنهمْ منْ اقتصوا لرفيقهمْ الأمينَ العامَ "أبو علي مصطفى" فهذا هوَ الواجبُ الوطنيُ، الحربُ سجالُ والبادي أظلمَ، فالتاريخُ يسجلُ الذينَ قاموا بواجبِ القصاصِ بالمجرمِ "رحبعام زئيفي"، ومن تقاعسوا عن واجبهم الوطني تجاه شعبهم نظريًا وعمليًا.

إن الرسائلَ الوطنيةَ التي يمكنُ أنْ توجهَ للعدوِ يجبُ أنْ تمهرَ بالتعاطي الشعبيِ وبما يليقُ بالرفيق "سعداتْ" ورفاقه الأبطال، وبما يليق بعظمة شعبنا بالمظاهراتِ وبكلِ الوسائلِ الوطنيةِ والقانونيةِ وأداء الأجنحةِ والكتائب العسكريةِ منْ أجلِ سلامةِ "الأمينِ العامِ"، أليسَ حالةٌ نضاليةٌ يستلهمُ منها الصمودُ والوفاءُ للشعبِ والقضيةِ؟ أليسَ رمزا وطنيا معمدا للشهداءِ والأسرى والجرحى؟