لم اقرأ ولم أسمع عن زعيم / قائد فلسطيني وقف أمام رفاقه بجرأة وشجاعة يحاكم تجربته ومسيرته الشخصية، مُوجها ًلنفسة نقداً ذاتياً حاداً و مُتحملاً قسطه الكامل من المسؤولية، ثم يقرر أن يتخلى عن موقعه - لا عن مسؤوليته - طوعاً - وبقرار ذاتي محض. إلا الدكتور جورج حبش ( الحكيم ) ، الذي أسس مع رفاقه الأوائل، مدرسة الواقعية الثورية . هذه مدرسة تؤمن بفكرة عميقة وبسيطة تقول : السياسة / الايدلوجيا / الكفاح المسلح / المسلكية / يجب أن لا تنفصل عن الأخلاق ولا عن الأهداف النبيلة. والتكتيك مشروع جداً في السياسة لكنه لا يعني الكذب والدجل.
والقيادة الجماعية، شيء، والزعرنة والفردية المقيتة شئ آخر تماماً. لتلك المدرسة عثراتها، وأخطائها الكثيرة، كيف لا وهي تاريخية ؟. لكنها ستظل التجربة المتجددة التي تجسدت فيها رؤية الحكيم وفكرة غسان وزهد ابي ماهر اليماني و جسارة جيفارا غزة و يقظة ابو علي مصطفى وإرادة احمد سعدات و صلابة ابراهيم الراعي وعبقرية وديع وفرادة المئات من القادة الاستثنائيين، رجالا ونساء وأشبالاً. الجبهة الشعبية هي الاستثناء. يقول غسان كنفاني ما معناه: قيادة أي حزب هي المحصلة الطبيعية لإرادة ومستوى الكادرات في صفوفه.