Menu

عن المقاومة والقلق في هرتزليا

مجزرة الميركافا يوم جعلتهم المقاومة عبرة لكل معتدي

بوابة الهدف/ أحمد.م.جابر

تعكس خطابات السياسيين والأمنيين الصهاينة في مؤتمر هرتزليا جوهر الاهتمامات الأصلية عند قادة الكيان الصهيوني، ومشاعر القلق والتهديد الوجودي، التي تمثلها لهم المقاومة والرفض المتنامي لكيانهم، بغض النظر عن كل الانتصارات الدبلوماسية والسياسية المزعومة التي يتفاخرون بها، وكل التكنولوجيا التي يتسلحون بها.

يدرك قادة العدو أن العلاقات الدبلوماسية بين الكيان الصهيوني ودولة أفريقية بعيدة، لاتعني شيئا لفدائي فلسطيني يخرج من قرية معزولة محاصرة ليذكر العالم بطبيعة الاحتلال وأن هذا الشعب الذي يحشدون له هذه العقول لمواجهته باق هنا ولن يتزحزح قيد أنملة. يدرك العدو كذلك أن أسطولا من طائرات ف35 الاستراتيجية لن يفكر به مقاوم فلسطيني بسلاح مصنوع محليا ولو للحظة واحدة، يزعم العدو أنه يتسلح برا وجوا وبحرا من أجل تهديدات بعيدة المدى ولكن عينه على الدائرة القريبة على الخطر الحقيقي المحدق به والذي سيقتلعه يوما لاريب فيه.

يتبجح قائد سلاح الجو الصهيوني أن قواته قادرة على تكرار ما فعلته بجنوب لبنان خلال 34 يوما بيومين أو ثلاثة فقط، هكذا يتبجح القاتل بقدرته على سحق المدنيين وتدمير الأبنية السكنية على رؤوس سكانها العزل، ويتجاهل كيف هرب جنوده من جنوب لبنان كالكلاب المذعورة ، يهدد الجنرال الصهيوني لبنان بحرب شاملة، ولسان حال لبنان المقاوم (ياما دقت على الراس طبول) وهاهي ذكرى كمين الأنصارية عام 1997 حاضرة في وجوههم وجيش العدو واستخباراته لايحيلون لفشلهم الذريع فيها سببا.

والقلق الرئيسي عند العدو في هرتسليا ينعكس في الخطابات الأساسية لقادته سياسيين وأمنيين، إنها المقاومة التي تقض مضجعهم، وكيفق يكن أن يتسلل ثلاثة مقاومين إلى قلب القدس المحتلة ويسجلون أسماءهم هناك بأحرف من نور.

 ولكن الجنرال ايشيل لايقول أبدا كيف سيتصرف كيانه مع المائة ألف صاروخ التي يقول هو أن حزب الله يمتلكها، إنه لايعرف ببساطة، فهو يدرك العمق الجيوبوليتيكي للأرض المحتلة، ويدرك أن ضربة استباقية بسلاح طيرانه لن تغني عنه نفعا وسرعان ما ستتدفق الصواريخ وليس لديه أي شيء يقوله لجبهته الداخلية ما عدا: ابنوا مزيدا من الملاجئ.

لهذا لايملك الجنرال الصهيوني سوى أن يوجه تهديداته لسكان جنوب لبنان الأبرياء، يتوعدهم بحرب طاحنة ويطلب منهم مغادرة منازلهم للبقاء أحياء، وينسى مجزرة الميركافا يوم صارت دبابات جيشه عبرة لكل معتدي، وهذه هي شريعة القاتل الكلي الجبان، يتوعد المدنيين ولايحير جوابا حول البنادق المشرعة في وجهه.

في حرب 2007 استشهد 1200 لبناني معظمهم من المدنيين وقتل 160 عسكريا صهيونيا حسب اعتراف العدو، وشرد في لبنان حوالي المليون مواطن عاد معظمهم إلى منازلهم، و500 ألف من المستوطنين الصهاينة. فعن أي ردع يتحدث الجنرال الصهيوني كالطاووس في هرتزليا وهو يعترف أن قوة حزب الله زادت عشرة أضعاف على الأقل من حينها؟  

يعترف رئيس أركان العدو بدوره في خطابه في هرتسليا بقدرات حزب الله المتوسعة باستمرار، ويعترف أن المقاومة في لبنان مازالت تشكل التهديد الرئيسي للعدو، ولكنه لبنان المقاومة ولبنان الصمود وتمريغ أنف العدو بالتراب وليس لبنان حلفائه من جعجع وغيره.

ويعيد رئيس أركان العدو تصنيف إيران كقوة تهديد جدية وكبيرة لكيانه ضمن الدوائر البعيدة نسبيا لكنه خطر جدي كما يؤكد وهذا صحيح، فما زالت إيران تشكل رعبا للعدو الصهيوني يبحث عن السبل لتجنب الصدام معه، ولكن كل هذا هراء فرشاش الكارلو الذي زغرد في باب العمود لم يصنع في رام الله، وبندقية الام سكستين التي قاتل بها باسل الأعرج صنعت في الولايات المتحدة.. ولكنهم قوم لايفقهون