Menu

96 مليون أُمّي عربي من يمحو أسماءهم عن لائحة الجهل

امرأة تتعلم الكتابة بالعربية في احدى مناطق الريف

محمد حجازي – الميادين

في الثامن من أيلول/سبتمبر، وعاماً بعد عام، منذ 51 سنة على التوالي يحتفل العالم باليوم الدولي لمحو الأمية، بينما الأمة العربية وعبر جامعة الدول العربية تتخذ من يوم الثامن من كانون الثاني/ يناير يوماً عربياً لمحو الأمية. وسجل آخر رقم لعدد الأميين في العالم 750 مليون نسمة، بينهم 63 بالمئة نساء، بينما آخر تعداد عربي رصد وجود 96 مليون أمّي أي ما نسبته 28 في المئة من أصل 354 مليون شخص ناطق بالضاد.

ليل السابع من أيلول/سبتمبر الجاري وعشية المناسبة، أحيت منظمة الأونيسكو في مقرها الرئيسي بباريس حفلاً ترأسته المديرة العامة "إيرينا بوكوفا" حمل عنوان" محو الأمية في عالم رقمي"، قالت فيه "إنتشرت التكنولوجيات الرقمية في كل مجالات حياتنا وتؤثر بصورة أساسية على طريقة حياتنا وعملنا وتعايشنا مع الآخرين" أضافت "تقدم هذه التكنولوجيات الجديدة كمّاً هائلاً من الفرص الجديدة لتحسين حياتنا والتواصل مع العالم أجمع، ولكن بإمكانها أيضاً تهميش الأشخاص الذين لا يلمّون بالمهارات الأساسية اللازمة لاستخدامها مثل القراءة والكتابة"، والمعروف أن الأونيسكو اعتمدت موضوع محو الأمية من ضمن أهداف خطتها للتنمية المستدامة حتى العام 2030، وهي تدرك أن هناك 13 مليوناً ونصف مليون طفل عربي (ما بين فلسطين، العراق، اليمن، ليبيا ، وسوريا) لم يلتحقوا بالمدارس منذ سنوات، بسبب الأوضاع الأمنية.

"بوكوفا" وزّعت جوائز دولية نالها: الأردن (الدكتورة رنا الدجاني، عن مشروعها: نحن نحب القراءة) وجامعة كونكورديا- كندا (مركز دراسات التعلم والأداء) وموّلت الصين جائزة كونفوشيوس لمحو الأمية، ومنحت إلى: برنامج أدلتيكو لأمانة المعلومات والاتصالات لمدينة أرمينيا، مؤسسة المواطنين في باكستان، وفاندزا في جنوب أفريقيا. وقد تنوعت المشاريع الفائزة باقتراحات دعت إلى ميدانية التعاطي مع التعليم في الشارع والحارة ومن خلال مكبرات للصوت أو الأصوات العالية الواضحة التي تجعل الصغار كما المتقدمين في السن على خط واحد من الاهتمام، ومحاولة استغلال كل طاقات التقدم العلمي في تجديد برامج محو الأمية بجهد مضاعف ونموذجي، حتى يتحول بامتياز إلى أولوية في حياة من هم معنيون بالتعلّم.

قراءة كتابة وحساب. عناصر ثلاثة مطلوبة في مجتمعات تزداد فيها الرقمنة، بينما هناك ضرورة للحصول على التعليم الجيد في أي مرحلة من المراحل التصاعدية، وتنحصر أسباب الأمية في عالمنا العربي بـ:الزيادة السكانية، ضعف خطط الحكومات، تدنّي مستوى المعيشة، ضعف ميزانيات التعليم، اختلاف مفهوم الأمية بين الأقطار العربية، الأوضاع الأمنية التي لطالما حالت دون تنفيذ خطط مرسلة من اليونيسكو، أو أخرى رُسمت محلياً ولم تجد الفرصة الملائمة للتنفيذ، أما سبل الحل فهي دائماً متاحة من خلال بعض المخارج: تطبيق التعليم الإلزامي في سن مبكرة، الاستفادة القصوى من التقدم التكنولوجي، وتوسيع رقعة العمل التطوعي.