Menu

أحبك يا قدس لا تسأليني.. لماذا وكيف وماذا أحب!

نصّار إبراهيم

21765117_1925447247729422_8849495469438019028_n

قال الفلسطيني بكامل أحزانه وأفراحه: أحبك يا قدس لا تسأليني لماذا... وكيف ... وماذا أحب!؟

يرحل في المدينة.... يصمت... يفكر... يتخيل... ويلتزم بعهد الحواس الست... يحرس ميثاق التناغم ونذور التوازن ما بين الوجدان والفكرة وعلم الجغرافيا والتاريخ... يسافر في الوعي ما شاء.. يقرأ تضاريس المدينة بكامل خطوط الطول والعرض، تفاصيل المكان بكل أثقاله وكثافاته النوعية أيضاً... تتكامل الفكرة... ومع سلّم الصوت وإيقاع الحركة والناس الأوفياء يمضي في الاتجاهات الست... يصغي بحواسه لسيمفونية المدينة الماثلة كوهج النار... تأتي بكامل حساباتها ومشاغباتها والتباساتها ومكرها وأسرارها وفوضاها .. بكامل أحزانها وأفراحها.. بأمنياتها وثورتها ... بعنادها وقوتها... هذا ما يعلِّمه علم الحواس وعلم الحدس... وعلم الأوطان.

يأخذه فضاء المدينة الكليّ القدرة... يقول: هي القدس هنا... من لا يرى كل هذا الجمال فإنه لا يستحق المدينة.

يقف أمام أبوابها السبعة، يتعربش أسوارها ثم ينثني عائداً إلى اللحظة بما يشبه حزنا... حينها لا يجد ما يفعله سوى أن يغيب بما يشبه احتجاجاً غاضباً على أقدار الكون وأسرار المدن... ليس إلا.

تقرأ القدس آية الفجر على جذع زيتونة .. تصمت.. تبتسم على طريقتها... تقول: كم أنت عنيد أيها الفلسطيني القصيّ... فاقرأ نصَّ المدينة تدرك معنى أن تكون فلسطينياً.

يهز رأسه... ينظر في مساحات الوقت الافتراضية: لا ... لا شئ غير عاديّ.. هو الأمر هكذا... لأنها القدس.. نتعلم منها أبجدية المدن الأصيلة... لغة اليمام... لغة الغروب... لغة الشروق... لغة السماء والأرض والبقاء.

تنظر القدس إلى الأفق الأعلى عميقاً.. تمشي على مهلها تستعرض ما لديها... وتواصل الحياة والمقاومة.

* الصورة بعدسة المصور الفلسطيني عطا عويسات.