Menu

نحو معرفه أهمّ لحق العودة والتعويض

حسين الجمل

بينما كنت أتابع انعقاد مجلس حقوق الإنسان عبر الشاشة شدني بعض ما جاء في مداخلات المتحدثين, والتي تناولوا من خلالها بعض المفاهيم والتساؤلات والاستفسارات، ما المقصود بحق العودة، هل يكفي الاعتذار قضية اللاجئين الفلسطينيين، شيء مختلف، هذه بعض من التساؤلات والاستفسارات التي تعتبر من المرتكزات السياسية والجوهرية للقضية الفلسطينية التي وردت على لسان المتحدثين بعضهم أعطى مساحة للشرح والتفصيل لمفهوم التعويض, أكثر مما أعطى لحق العودة كأولوية كما جاء في نص القرار ألأممي .

البعض تساءل هل يكفي الاعتذار للشعب الفلسطيني وما يتبع هذا الاعتذار، أمّا البعض الآخر جاء على حق العودة بشكلٍ خجول دون التسلح بلغة إقناعية واردة المحاججة. رغم كل ذلك نرى في قرارات مجلس حقوق الإنسان نصراً دبلوماسياً وسياسياً وصفعة في وجه إسرائيل وحليفتها أميركا, كما أنها تُجسّد وتراكم من القرارات التي تفضح دولة الاحتلال وملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة ومنعهم من الإفلات من العدالة وإضافة هامة إلى مجموعة القرارات الأممية التي صدرت عن الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها, وأبرزها قرار(194) الذي صدر بتاريخ (11/12/1948) والذي جاء بالنص على وجوب السماح بعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها والعيش بسلام مع جيرانهم ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلي ديارهم وكذلك عن كل فقدان أو خسارة أو ضرر للممتلكات, بحيث يعود الشيء إلى أصله وفقاً لمبادئ القانون الدولي والعدالة إن عدم السماح للاجئين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم من ذلك التاريخ حتى هذه اللحظة يعتبر خرقاً مستمر للقانون الدولي يتبعه تعويض عن المعاناة النفسية والخسائر المادية ودخولات ممتلكاتهم طوال 70 عام على النكبة .

من هنا نبدأ ونقول أن هذا النص والمفهوم وبعض المفاهيم الأخرى، المتجذرة في الثقافة الوطنية الفلسطينية المعاصرة بحاجة إلى إنعاش وترتيب جديد من حيث الأولويات في الخطاب الرسمي الفلسطيني أولاً، ومن ثم العربي والأممي نقول أن الخطاب الرسمي الفلسطيني نعني الخطاب والموقف والتعبير الصادر عن جهة تتمتع بالرسمية والمشروعية لدى كل الأطراف المعنية. (م.ت.ف) الفصائل والأحزاب – السلطة – منظمات المجتمع المدني .

هنا يجب الانتباه جيداً إلى أنّ الحراك الجماهيري النضالي إذا لم يتزامن معه حراكاً سياسياً ثقافياً يبقى تحقيق الأهداف من خلاله على المحك وبعيد المنال, كما الذاكرة الشعبية لما تختزنه من الشواهد والأحداث تندثر تباعاً إذا لم تؤرّخ شفاهياً وتصبح جزءاً أصيلاً من التاريخ والثقافة الفلسطينية مثال على ذلك ما يجري منذ الثلاثين من آذار الماضي وحتى الآن لمسيرات العودة والشكل النضالي السلمي الشعبي والذي جاء تحت شعار حق العودة وكسر الحصار، جاءت مسيرات العودة لتجدد التأكيد على حق العودة إلى فلسطين إلى الديار والممتلكات التي سُلبت, حتى وصل بالبعض التفكير بالتخطيط لما بعد إزالة الأسلاك والاندفاع نحو الأرض المحتلة عام 48، ما هو جديد يعتبر انجاز مهم بتقديري أن ما فعلته هذه المسيرات في تشكيل وعي شبابي فلسطيني فاق ما فعلته سنوات العجاف ثقافياً منذ توقيع اتفاقيات أوسلوا حيث عمل على تغييب الكثير من المصطلحات والمفاهيم ذات العلاقة مع كينونة الصراع العربي الإسرائيلي حتى وصلت الأمور إلى حد إلغاء بنود من الميثاق الوطني الفلسطيني ,ومنع استخدام بعض المصطلحات مثل كلمة " عدو" واستبدلها بالطرف الآخر وهنا يجب الإشارة إلى أنّ شعار مسيرات كسر الحصار والعودة تراجع تدريجياً لصالح رفع الحصار، ليس بسبب ضعف أو تراجع الاستجابة الجماهيرية ميدانياً له بل بسبب محاولة التوظيف السياسي للأحداث لصالح أجندات خاصة وهدا يؤكد مجدداً على ضرورة تشكيل جبهة وطنيه لإدارة الصراع مع العدو.

لقد فعلت لغة الجسد فعلها في ترسيخ المفاهيم عن الأرض والعودة والتحرير إذ أصبح عشرات الآلاف من الشبان يقفون ويشاهدون على بعد عشرات الأمتار قراهم وأراضيهم التي سُلبت وهجروا منها, ليس هذا فحسب بل استمعوا إلى شرح حول هذه القرى. لقد كان للخطاب الرسمي السياسي والإعلامي للسلطة الفلسطينية دوراً سلبياً تجاه الثقافة الوطنية الفلسطينية بهدف الوصل إلى نفي الكثير من المرتكزات الثقافية الفلسطينية واستبدالها بثقافة تناغم وجوهر وفلسفة اتفاقيات أوسلوا ,هنا يجب الإشارة إلى أنّ الخطاب الإعلامي للفصائل الفلسطينية مجتمعة تراجع هو الآخر في التركيز والاهتمام بالمفاهيم والمصطلحات، الخلاصة في مواجهة كل ذلك وتعميم الوعي الوطني الجمعي المستند للحق التاريخي أولا وللشرعية الدولية وقراراتها الصادرة حول القضية الفلسطينية وفي مقدمة منها القرار 194 لا بد من التخطيط والعمل في مختلف الساحات ,ونخصص بحق العودة والتعويض لصالح الكثير من الشعارات المطلبية والتكتيكية بقصد أو دون قصد. الساحة الأوروبية والأمريكية حيث القرارات والتجمعات الدولية ومؤسساتها وجماعات الضغط والمناصرة المتضامنة مع الشعب الفلسطيني وقضية العدالة 0ونتساءل ما الذي يمنع إصدار وتوزيع منشورات تعريفية وتثقيفية بكل اللغات خلال الندوات المؤتمرات وتمديدها منشورات تعريفية تتناول أرز القرارات الدولية والعناوين الإعلانية والسياسية التي تحتمل اللفظ واللبس في التفسير, إذا كانت السلطة ومؤسساتها غير معنية بذلك فلتتحمل منظمة التحرير الفصائل مسؤولية ذلك .

أريد أن اسأل التظاهرات التضامنية الجارية بأوروبا ودول آسيا وأمريكا اللاتينية هل هناك من حلقة وصل فيما بينها؟ من المفيد جدا ترتيب هذه العلاقة الأهمية من خلال لجنة تنسيقية مشتركة تضع البرامج والخطط التي تؤمن باستمرارية هذا الحراك الضاغط وإخراجه من موسميته وقد تكون هذه المهمة مهمة الجاليات الفلسطينية والعربية بالدرجة الأولى.