Menu

في أمل؟!... آه في أمـــــل !

10411032_10152990122397507_199525351345624608_n

بوابة الهدف_ خانيونس_ محمود الحاج:

 قبل عام، في واحدة من ليالي العدوان السوداء كانت هلا العثامنة "8 سنوات"، تجلس مع أفراد عائلتها في منزلها الصغير وسط مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، تجهز نفسها لعيد ميلادها في اليوم التالي، لم تفكر للحظة بأن منزلها الجميل سيُسوّى بالأرض، وأنها لن تحظى بفرحة الاحتفال بعيد ميلادها السابع .

"هلا" لم تمُت كأطفال كُثّر مرّت على أجسادهم آلة القتل الإسرائيلية، بل خرجت حيّة بعد أن دفنها ثقل ركام المنزل، لأكثر من ساعة ونصف، بسبب قصف منزل مجاور، خُطفت فيه ثمانية أرواح من عائلة الحاج، واليوم، تُضيء هلا شمعة عمرها الثامنة، علّها تُلامس الفرح.

هلا العثامنة، لازال العدوان يؤثر عليها بطبيعة الحال، فكيف لطفلةٍ أن تُدرك بعقلها الصغير معنى الموت أو تتفهّم ما حدث.
رفضت "هلا" الحديث مع كل الغرباء الموجودين في الحفل، وبالكاد كانت تتلعثم ببضع أحرف مع أصدقائها الأطفال ، وبعد ساعة من إصرار مراسل "بوابة الهدف" على الحديث معها، قالت بما لا يُشبه ما أفصحت عنه تقاسيم وجهها: أنا اليوم فرحانة.. بس السنة اللي فاتت كان في حرب هان، وما كنتش فرحانة".

والد "هلا"، محمود العثامنة، يروي لنا القصة، و يقول: "في الحرب الماضية تعرض منزلي ومنزل جيراني للقصف دون سابق إنذار، فكانت النتيجة هي دمار منزلي وسقوط الحجارة على زوجتي وأولادي، وطفلتي هلا كان لها النصيب الأكبر من الضرر، بحثت عنها بعد الضربة ولم أجدها, استمر البحث أكثر من ساعة ونصف، حتى وجدناها حية تحت ركام المنزل."

وعن إصراره على إقامة حفل عيد مولد "هلا" بين ركام منزله، يقول: "اعتدنا طيلة السنوات الماضية على الاحتفال بأعياد ميلاد أطفالنا، هنا في منزلنا، لكن العام الماضي لم نتمكّن من ذلك، بسبب العدوان، بل وتم قصف المنزل ونحن فيه، لهذا أردت أن أعيد بعض الذكريات الجميلة التي كانت تحتويها هذا الجدران".

يُكمل العثامنة: "على مدار عام كامل حاولت بكل السبل أن أرجع هلا إلى حياتها الطبيعية، إلا أنها لا تزال تعاني من اضطرابات نفسية حادّة، فهي لا تتحدث كثيراً، وترتعب من أي ضجيج عالي، وكذلك صوت الطائرات التي تحلق باستمرار فوقنا".

"في أمل؟.. آه في أمل"، كانت هذه الكلمات خاتمة حديث والد الطفلة "هلا"، محمود العثامنة، المصور الذي أعاد إعمار ذاكرته، والذي كان لـ"بوابة الهدف" السبق في أن تستضيفه ليتحدث عن معرضه "بورتريه" قبل عدّة أسابيع.