Menu

تحليلهل يبحث نتنياهو عن نصر "رخيص" في خان الأحمر؟

بوابة الهدف - أحمد مصطفى جابر

في محاولة لإعادة شراء رضى المستوطنين الصهاينة وكتعويض عن هزيمته في غزة، يسعى رئيس الحكومة الصهيونية للحصول على نصر آخر "رخيص" وأقل تكلفة، عبر الإعلان أنه سيقوم قريبا بهدم قرية خان الأحمر الفلسطينية.

ما لم تجلبه الحرب، يظن نتنياهو أنه سيكون قادرًا على الحصول عليه بواسطة الجرافات والجنود ضد قرية عزلاء فقيرة، ولكنها تقف عقبة كأداء أمام مشروع صهيوني استراتيجي.

هل هذه هي الأعمال العظيمة التي قال نتنياهو أنه سيحققها وأنه يجب إكمالها، لايبدو هذا واضحا بعد، ولكن الزج المفاجئ لموضوع الخان الأحمر يكشف الكثير عن سعي هذا البائس للتعويض بعيدا عن بنادق المقاومة وصواريخها التي جرب حظه معها.

للأسف، لايتوقع من السلطة الفلسطينية أن ترد على هذه الخطوة سوى بالنحيب والاستنجاد بالأوربيين، وبينما تكشف الأمر في غزة عن صلابة ومنعة المقاومة وقدرتها الأكيدة على الرد الموجع، من غير المتوقع أن تكشف سلطة أوسلو في الخان اللأحمر عن أكثر مما كشفته في محطات عديدة، استسلمت خلالها للمحتل بشكل كامل كما استسلم ليبرمان للمقاومة التي دفنته في رمال غزة، وعلى الأغلب ستدفن معه الحكومة الصهيونية برمتها.

بسعى نتنياهو عبر التلويح باقتراب موعد هدم الخان الأحمر إلى تعويض المستوطنين، فهو متهم بالجبن والتخلي عنهم في غزة، ويريد نصرهم في الخان الأحمر، عبر تحقيق ليس فقط حلمهم، ولكن أيضا حلم وصل القدس مع نهر الأردن لتشكيل جدار استيطاني صلب يقسم الضفة بين شمال وجنوب لايلتقيان، وهذه هي الهدية التي يريد نتنياهو على ما يبدو تقديمها للمستوطنين ولناخبيه على اليمين، وهو خطوة لن تكلفه سوى غضب بعض الدول الأوربية، دون خشية من رد فعل فلسطينية رسمية مؤثرة، فهو يعلم تماما أن هذه ليست غزة، ويعلم تماما كيف يتصرف كل طرف فلسطيني.

ويبدو أن هذا ما قصده نتنياهو من رده على بينت بقوله "الجنود لايخافون من أي شيء" وسيتاح لجنوده إثبات شجاعتهم على فقراء الخان الأحمر الصامدين الصابرين أمام آلة الاقتلاع الصهيونية وكأنهم شجرة وحيدة تحارب عاصفة في صحراء مميتة.

ونحن نعلم أن هذه الشجرة ستصمدـ لأن الضفة على نار بركان يتقد بهدوء، ونحن نؤمن أن ساعتها ستحين وعندها لن يجد "جنود نتنياهو الشجعان" أي مهرب.