أقام الملتقى الوطني للأحزاب والقوى القومية واليسارية في الأردن، مهرجانًا جماهيريًا تحت شعار "في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الـتأكيد على التمسك بالوحدة والمقاومة لإسقاط صفقة القرن والمشاريع التصفوية".
وشارك في المهرجان أعضاء الملتقى الوطني والفعاليات والشخصيات النقابية والوطنية وقيادات وكوادر وقطاعي الشبيبة والمرأة للأحزاب القومية واليسارية.
وتولى المهندس عمر الفزاع عرافة المهرجان الذي افتتح المهرجان بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الأردن وفلسطين والأمة العربية وردد الحضور النشيد العروبي "موطني".
بدوره، قال الناطق الرسمي باسم ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية والأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، د. سعيد ذياب، أن "الأمم المتحدة والشعوب العربية وقوى الحرية والتقدم تحتفل باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في التاسع والعشرين من تشرين الثاني من كل عام. ولقد تم اختيار هذا اليوم لما له من دلالة ومن معنى. ففي مثل هذا اليوم من عام (1947) أعطت الأمم المتحدة حقًا لنفسها لا تملكه، واتخذت قرارًا بتقسيم فلسطين وإنشاء دولة يهودية ودولة عربية".
وأضاف "وإذا كانت بهذا القرار قد شرعنت لوجود (اسرائيل)، فإنها عدا عن أنها لم تستكمل القرار بإقامة الدولة العربية، فإنها أطلقت يد العصابات الصهيونية في ابتلاع المزيد من الأرض وارتكاب المجازر وتشريد السكان في أرجاء الأرض".
وأكَّد إن "احياء هذا اليوم أشبه بالاعتراف الدولي بالظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني، فالمطلوب من الأمم المتحدة العودة عن قرارها والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني بوطن وأرض. وإن الملتقى الوطني للأحزاب اليسارية والقومية والفعاليات الوطنية وهذا الحضور الكريم، إذ يحيي هذا اليوم، فإن هذا الفعل ليس من قبيل التضامن بل من موقع الشريك في مواجهة العدو الصهيوني وما يشكله من خطر وجودي ليس على فلسطين والأردن فحسب بل على الأمة العربية جميعًا".
وتابع "إن إدراكنا لجذر الصراع المتمثل في سعي القوى الاستعمارية إلى فرض وترسيخ التبعية والتخلف والتجزئة على الوطن العربي من ناحية، وإقامة الكيان الصهيوني ودعم المشروع الصهيوني للمساعدة على تكريس هذه الأهداف من ناحية أخرى، هذا الإدراك هو الذي يحدد دورنا كأحزاب وفعاليات في مواجهة المشروع الصهيوني".
وأردف بالقول "لقد سعت الولايات المتحدة إلى تمرير قرار التقسيم وفرض نوع من التسوية عنوانها نوع من استقلال هذه الدول، مقابل تنازل هذه الأنظمة عن الوحدة العربية. وتأمين الولايات المتحدة الحماية لهذه الأنظمة، مقابل تخلي هذه الأنظمة عن القضية الفلسطينية. ومنذ نشأة هذه الأنظمة كانت تعطل وحدة الأمة، وكانت تلعب دور الحارس للتجزئة ال قطر ية والحامية لحالة التجزئة والقبول والتعاون مع الكيان الصهيوني (ولو سرًا)، وهو الذي يفسر حالة القابلية بل والهرولة الرسمية للتطبيع مع (اسرائيل)".
كما وشدّد على إن "هذا السلوك من قبل هذه الأنظمة ليس إلا للسعي لكسب الرضا الاسرائيلي، من أجل الحماية الأمريكية لهذه الأنظمة من شعوبها. وإن الانكشاف الكامل والواضح لدور هذه الأنظمة وقيامها بدور (الأداة لتسويق ما يعرف بصفقة القرن ) ودخولها في تحالف عربي أمريكي صهيوني في مواجهة إيران، بحيث تعزز هذه المواجهة السعي الأمريكي للتنازل الطوعي عن العداء لعدو وجودي وحقيقي لصالح عدو وهمي. هذا الانكشاف ما كان له أن يتحقق وبهذا الوضوح، إلا لأن خطوات كانت قد سبقته، سياسات سعت لتفكيك النظام العربي، بل وتحويله إلى أداة لتشريع التدخل الأجنبي في أوطاننا وحرف مفهوم الأمن القومي ليتحول الى حماية الأنظمة ووجودها".
كما وقال إن "ما يجري بات في سياق سياسة راحت تدعي الواقعية والاستجابة للمتغيرات الدولية تحت ذرائع انقاذ ما يمكن انقاذه لتبرير كل تلك السياسة، لذلك يمكن القول أن الاتفاقيات التي وقعت كامب ديفيد أو اوسلو ووادي عربة لم يأتي ثمرة انتصار إسرائيلي بل هو انهيار عام مع ادارة النظم العربية للصراع".
وتابع "في هذا اليوم نعلن وقوفنا التام مع الشعب الفلسطيني وانحيازنا لمحور المقاومة ولكل صوت يقول لا للمشروع الأمريكي الصهيوني. وإن الشعب الفلسطيني الذي يقف ببسالة اليوم، لمواجهة العدو الصهيوني والدفاع عن وطنه، وما يجسده في غزة من مسيرات العودة وهذا الشلال المتدفق من الدماء الطاهرة والعشرات من الشهداء والآلاف من الجرحى وما تواجهه الضفة من مداهمات يومية و اعتقالات. وما حققته سوريا العربية وجيشها الباسل من انتصارات وهزائم للقوى الارهابية وتحرير معظم أراضي سوريا. وما تجسده الحركة الشعبية اليوم في تونس، والجزائر واليمن و مصر من حراك شعبي ضد التطبيع من قبل بعض الأنظمة العربية، وما تعنيه من رفض لسياسات هذه الدول، المتمثل بترسيخ التطبيع وحمله راية صفقة القرن. تلك الصورة وتلك الانجازات تمثل بدايات لفعل شعبي سيأخذ على عاتقه حمل راية التغيير وهزيمة المشروع الإمبريالي الصهيوني الرجعي العربي".
وجاء في حديثه "وبناء عليه لا بد من أن يتبلور تيار قومي تقدمي وديمقراطي يأخذ على عاتقه طرح برنامج شامل للمواجهة التي تؤدي إلى هزيمة الكيان الاستعماري الاستيطاني. كمرحلة أولية حيث يجب أن تتبلور مرحلة من الرفض للتطبيع والتصدي في اطار من الاصرار على التمسك بالأهداف البعيدة. وان الهدف هو بناء طوق حول اسرائيل لمنع اختراقاتها ويحاصرها لمنع كل أشكال التعامل معها".
"وهنا في الأردن وفي هذا اليوم فإننا نؤكد على وجوب وقف التطبيع وإلغاء كافة المشاريع الاقتصادية الموقعه مع العدو الصهيوني ونخص منها (الغاز) وناقل البحرين ، واستنهاض كل الطاقات الشعبية وتوحيدها وتعميقها للتصدي لما يخطط للأردن وفلسطين. وان الصمود الذي حققته غزة ونجاحها في فرملة العدوانية الصهيونية واستمرار مسيرة العودة، يجب أن يبنى عليه نحو إنهاء الانقسام الفلسطيني ومغادرة "أوسلو" ونهجها وكل التزاماتها. ويجب البناء على هذا الصمود الذي من شأنه أن يوفر الأرضية لانتفاضة ثالثة وهي الكفيلة مع الحركة الشعبية العربية بثني اللاهثين وراء السراب الاسرائيلي، وتأسيس جبهة شعبية مقاومة تأخذ على عاتقها مواجهة هذا الكيان ودحره".
كما وقال أن "الادارة الأمريكية وفي سياق تأكيدها العداء للأمة العربية وقضاياها تشير التسريبات الاعلامية بنية الادارة بالاعتراف بضم اسرائيل للجولان. في هذه الذكرى نجدد العهد بانحيازنا لقوى الأمة المناهضة للامبريالية ودعمنا للشعب الفلسطيني في نضاله".
من جهته، أحمد سمارة الزعبي نقيب المهندسين، كلمة نقابة المهندسين، والتي جاء فيها "قبل أن أبدأ حديثي دعوني أؤكد أننا نجتمع ونعمل لأجل فلسطين ونحن لا نتضامن بل نحن أصحاب القضية ونعيشها بكل تفاصيلها العالم الحر والإنساني هو الذي يتضامن معنا فنحن أبناء هذه القضية. أنا أعلم أن هذه القضية تتكرر كل عام لكن حتى نخرج عن الرتابة والإيقاع التقليدي لماذا أتينا اليوم إلى هذا اللقاء، المسألة الأولى عنوان التضامن الإنساني العالمي العربي ولا شك أن الدعم المعنوي مهم للغاية فهو يرفع معنويات الأهل بالداخل والعناوين التي تعمل عليها نقابة المهندسين، فالعنوان الأول نضال النقابين بنقابة المهندسين بالحفاظ على مركز القدس لاعتباره جزء لا يتجزأ من نقابة المهندسين ويتعدى دورنا ذلك بترميم بيوت القدس القديمة لدعم الأهل بالداخل والتصدي لمحاولات تهويد هذه البيوت ودعم إعادة بناء البيوت في غزة ولنا جهد الآن من خلال اتحاد المعماريين العرب في حال تعرضت بيوت القدس القديمة لأي تخريب أن تكون موثقة".
وتابع "المسألة الثانية التصدي لكل محاولات التطبيع عبر التصدي للاتفاقيات التطبيعية من خلال النقابة وقد أتيت الآن من اجتماع مشترك مع لجنة مجابهة التطبيع في نقابة المهندسين، وقد كنا في نقابة المهندسين مع نقابة المقاولين قد رفضنا دخول الشركات المطبعة وقد قفز مجلس الوزراء عن هذا الرفض وهذه مخالفة دستورية من مجلس الوزراء. نقابة المهندسين تعلن دائمًا وقوفها مع الشعب الفلسطيني ومع فلسطين كاملة من البحر إلى النهر وعاصمتها القدس. نقابة المهندسين بحلتها الجديدة ستذهب إلى دمشق وإلى بغداد وستقوم مع النقابات العربية بالعمل لترميم النسيج بين النقابات العربية والشعوب العربية، نعم نختلف في السياسة ولكن في موقفنا من الكيان الصهيوني لا يوجد خلاف".
أمَّا كلمة الملتقى الوطني والفعاليات الوطنية فألقاها د.حكمت القطاونة عضو لجنة المتابعة للملتقى، إذ قال أن "أبناء الشعب الفلسطيني ليسوا وحدهم من يعانون من الاحتلال، ومع كل مظاهر الهزيمة وبؤس حال العرب ورغم أن الكيان وجد لاستنزاف العرب فها نحن نذبح ونجوع في كل بلاد العرب، لن نفرط بفلسطين".
النائب قيس زيادين الذي ألقى كلمة النواب، جاء في كلمته "يتغنى الغرب بديمقراطية هذا الكيان المتوحش القائم على أساس ايدلوجي عنصري قميء، وأسأل المبهورين العرب من ديمقراطية هذا الكيان، هل ما زلت مبهورًا بعد قانون العنصرية الإسرائيلي وتمرير قانون القومية؟".
وقال "إن احتلال فلسطين المستمر هو عارنا المستمر، وأؤمن أن علينا أن نغرس بأطفالنا معنى الوطن ومعنى فلسطين، وعلينا أن ننشئ دولتنا الديمقراطية المدنية الأردنية الفلسطينية. هي معركة نكون أو لا نكون فلنؤهلهم جيدًا، فلنفشل صفقة القرن، ولنحارب التطبيع والمطبعين، كم أنت عظيمة يا فلسطين، ومن هنا نقول سيبقى الأردن المدافع الأول عن فلسطين وستبقى بوصلتنا فلسطين".