نظّم كل من لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني في نابولي والاتحاد الديمقراطي العربي الفلسطيني في إيطاليا، الخميس، تزامنًا مع يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، ندوة سياسية شارك فيها عبر سكايب من قطاع غزة د. وسام الفقعاوي أستاذ العلوم السياسية، ورئيس تحرير بوابة الهدف الإخبارية، تناولت مواضيع عدة، تركزت حول أوضاع قطاع غزة، ومسيرات العودة وآخر تطورات المشهد السياسي الفلسطيني، ويذكر أنه تم خلال الندوة تقديم الإصدار الإيطالي لكتاب "ثورة ١٩٣٦-١٩٣٩ في فلسطين" للأديب والمناضل الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني (إصدار مركز التوثيق الفلسطيني في إيطاليا).
الندوة التي شارك فيها متضامنين وممثلين عن القوى السياسية والمنظمات الشعبية الإيطالية، قال فيها د.الفقعاوي خلال مداخلته، أن الشعب الفلسطيني يزداد إصرارًا على نيل حقوقه المشروعة وبكافة الوسائل، عندما يشاهد مثل هذا الدعم والتأييد والتضامن من قِبلكم، كما تأتي أهميتها أيضًا في كونها تضعكم في صورة تطورات الوضع الفلسطيني أولاً بأول، وأكّد أن الشعوب الحرة والمناضلة، تعمل معًا من أجل ترسيخ قيم الحرية والعدل والسلام والمساواة.
وفي تناوله للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في قطاع غزة، قال "غزة اليوم تشهد حالة من التدهور في كافة مناحي حياتها، بسبب الحصار المطبق عليها منذ أحد عشرة عامًا، والإجراءات المتخذة بحقها، حيث يرزح معظم سكانه وخاصة فئة الشباب منه، تحت دوائر الفقر والعوز والبطالة، وما يترتب على ذلك من بؤس يطال الواقع الاجتماعي بمختلف أبعاده، عوضًا عن استمرار العدوان الصهيوني المتكرر ضد القطاع والذي يوقع في كل مرة مئات الشهداء والإصابات، كما تدمير البنية التحتية المتهالكة أصلاً، ورغم كل ذلك الوضع الصعب والمجافي لا يزال سكان القطاع يعبرون عن إرادة قوية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومقاومته، كما برز خلال العدوان الأخير".
وحول مسيرة العودة، قال الفقعاوي أن "هذه المسيرة تعتبر جزءًا من كفاح شعبنا الفلسطيني المديد والمستمر ضد الاحتلال ووجوده على أرضنا، حيث جاءت مسيرة العودة لتعبر عن مستوى الإبداعٍ الشعبي في اجتراح تلك الوسائل الكفاحية، والتي انطلقت بالتزامن مع الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض، لتؤكد بشكل رئيسي على تمسك الشعب الفلسطيني بأرض وطنه، وحقه في العودة إلى مدنه وقراه التي هجر منها، كما رفع الحصار الجائر عن القطاع، حيث تستمر هذه المسيرة للأسبوع السادس والثلاثين على التوالي وبمشاركة شعبية متجددة، رغم حجم التضحيات والخسائر الكبيرة التي وصلت إلى 220 شهيدًا وأكثر من 22 ألف إصابة، من هذه الإصابات عشرات تعمد الاحتلال أن يخلق لهم إعاقات دائمة وخاصة فئة الشباب، من خلال استهداف أطرافهم السفلية والعلوية، بإصابات يصعب تطبيبها".
وفي سياق آخر، تناول د. الفقعاوي هرولة العديد من الأنظمة العربية والخليجية منها بالذات إلى التطبيع بأشكاله المختلفة مع الاحتلال الإسرائيلي، على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، كتعبير عن تبعية هذه الأنظمة الرجعية للدوائر الإمبريالية، واصطفافها مع العدو الصهيوني، ضد حقوق وأهداف وتطلعات شعوبها أيضًا، التواقة للتحرر والتخلص من التبعية وامتلاك ثرواتها ومقدراتها وتحقيق نهوضها وتقدمها.
وفي ختام الندوة، دعا د. الفقعاوي "إلى ضرورة تكثيف أشكال ووسائل النضال والتضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية والإنسانية في الحرية والعودة وتقرير المصير والعيش بكرامة، والعمل على تعظيم الجهود التي تبذلها حركة المقاطعة الفلسطينية والدولية: الثقافية والأكاديمية والاقتصادية والسياسية للاحتلال الإسرائيلي".