قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول فرعها في غزة جميل مزهر، إنّ ذكرى الانطلاقة 52 للشعبية محطةٌ لاستحضار خيار ونهج الجبهة الثوري العصيّ على التطويع والانحراف.
وفي كلمته خلال مهرجانٍ مركزيّ نظّمته الشعبية بغزة، لمناسبة ذكرى الانطلاقة، وجّه مزهر "التحية للرفاق الأبطال الصامدين سامر العربيد، ووليد دقة، وخالدة جرار، وإبراهيم أبو مخ، وميس أبو غوش وسماح جرادات، ومنظمة الجبهة بالسجون"، وقال "في ذكرى الانطلاقة تثبت الجبهة أنها المدرسة الثورية الوطنية التقدمية الرائدة".
وشدّد على أنّ "الجبهة لا تقبل المساومة على الثوابت والحقوق، وتعتبر مهمة الانتصار على العدو الصهيوني وتفكيك كيانه هدفها الإستراتيجي، وأنّ حق العودة بالنسبة للجبهة لا يزال جوهر الصراع مع الكيان والثابت المقدس في رؤيتها الكفاحية والسياسية."
وأضاف أنّ "استمرار الانقسام والإجراءات الخاطئة لطرفيه، فتح الباب واسعاً أمام المهددات والمخاطر، كما أنّ الاحتلال وأعوانه استغلّوا الانقسام كأداة من أدوات تمرير مخططات التصفية عبر صفقة العار".
ودعا إلى "الشروع في حوار وطني لبناء رؤية وطنية بديلاً لسياسة الإقصاء والتفرد والتجاذبات والمناكفات ومحاولات تعميم الفوضى". كما دعا "القيادة إلى استخلاص العبر من تجربة أوسلو الكارثية ونبذ أية أوهام لإمكانية العودة إلى المفاوضات والتسوية."
وأكّد مزهر أنّ "موقف الجبهة من أمريكا كرأس للإجرام في العالم ثابت واصيل لا يقبل التأويل"، وقال "الجبهة لا تقبل بأي مساعدات أو منح أو مشاريع مغمسة بدماء أطفال فلسطين و اليمن والعراق وسوريا بما فيها المستشفى الميداني". وتابع "ان العدو الأمريكي يسعى لتحويل مشاريعه إلى أداة من أدوات الابتزاز ومقايضة حقوقنا السياسية الثابتة".
وجدّد مزهر موقف الشعبية الرافض لأية تهدئة أو هدنة طويلة الأمد كما يروج لها إعلام العدو مقابل الجزيرة العائمة، مشددًا على أنّ "قوت شعبنا وأطفالنا حق وخط أحمر لن نقبل التلاعب به أو وضعه رهينة للابتزاز أو المساومة".
وأضاف "الفساد والإفساد والاحتكارات نتيجة تزاوج السلطة برأس المال هدفها تقويض صمود المجتمع"، داعيًا إلى وقفة وطنية لمقاومة الفساد والفاسدين والوكلاء والسماسرة وبناء اقتصاد المقاومة الذي يعزز صمود شعبنا. وقال "ستبقى الجبهة تحارب الفساد والفاسدين وجماعات المصالح التي تربعت واغتنت على حساب الفقراء والمسحوقين، وتسعى لتأبيد الانقسام خدمةً لمصالحها".
وفي كلمة الشعبية، في ذكرى انطلاقتها 52، أضافت، على لسان مزهر أنّ "المعركة التي يخوضها الأسرى معركة الشعب الفلسطيني برمته وليست معركتهم فقط، وندعو إلى تشكيل شبكة حماية وأمان لحقوق الأسرى والمحررين، كما نؤكد رفضنا وإدانتنا لكل الإجراءات التي تستهدف لقمة عيشهم وحقوقهم التي دفعوا زهرة شبابهم أثماناً من أجلها".
وقال "ان مواجهة الهجمة على الضفة وخصوصاً في القدس والخليل بالاشتباك المباشر مع الاحتلال وتطوير أدوات المقاومة وتشكيلاتها، وباعتبار أن الضفة هي خط الاشتباك الأول والاستراتيجي مع العدو الصهيوني".
وزاد "ننظر إلى حراك الجماهير العربية تعبيراً عن مطالبها العادلة والمحقة، ما يستوجب ضرورة أن تكون مهمة القوى العربية الرئيسية تمليك الحراك أدوات مقاومة الإملاءات الأمريكية والقوى الرجعية". وشدّد على أنّ "وحدة واستقرار بلادنا العربية، وإنهاء معاناة المواطن العربي خطوة أساسية على طريق إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية مركزية في وجدان وفعل أمتنا العربية".
وقال مزهر "نفتخر بأن الجبهة تملك صوابية الموقف والحضور الجماهيري والدور الطليعي المعبر عن مصالح الجماهير الشعبية والطليعية والأغلبية الساحقة، والجبهة لا تتوانى لحظة واحدة في اتخاذ المواقف الحاسمة والحازمة التي تنسجم مع نبض الشارع. كما ستبقى الجبهة ترفع الكف في وجه كل من يحاول التطاول على حقوق شعبنا السياسية والاجتماعية". وشدّدت على أنّ "الجبهة غير قابلة للتطويع أو الخضوع".
ودعا مزهر رفاق الشعبية إلى حمل إرث الجبهة النضالي لترسيخ الانضباط الواعي والالتزام بوحدة الإرادة وقوة المبادرة والإصرار على المواجهة واستمرار الفعل المقاوم والسياسي الميداني على الأرض.
وختم مزهر بالقول "نجدّد العهد وقسم الوفاء للشهداء والجرحى والأسرى بأن الجبهة ستبقى وفية لأهدافنا وقيمنا الوطنية والقومية، وأن تبقي جذوة المقاومة مشتعلة. وستظل ضمانة للوحدة الوطنية والقوية ورأس حربة اليسار العربي الثوري في المعركة ضد الكيان الغاصب".
ونظّمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، ظهر اليوم السبت 7 ديسمبر، مسيرة جماهيرية حاشدة في قطاع غزة انتهت بمهرجانٍ مركزيّ، ضمن فعاليات إحياء الذكرى 52 لانطلاقتها، بمشاركة عشرات الآلاف من جماهير شعبنا. وانطلقت المسيرة من ميدان فلسطين (الساحة)، وتقدّمها فريق كشافة اتحاد الشباب التقدمي ولفيفٌ من قادة الشعبية وسائر القوى والفصائل الوطنية والإسلامية، وانتهت بمهرجانٍ مركزيّ أُقيمَ أمام برج الشوا وحصري وسط مدينة غزة، ألقت خلاله الشعبية كلمتها المركزية، التي تخلّلها هتافات الجماهير الداعية لاستمرار المقاومة والتمسّك بالثوابت الوطنية والرافضة للمشاريع التآمرية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.