Menu

"حديث التهدئة" بين تصريحات الساسة.. و تساؤلات الشارع

أرشيف: الدمار الذي لحق بغزة جراء العدوان "الإسرائيلي" الأخير 2014

بوابة الهدف_ غزة_ اسماعيل عبد الهادي

 

"حديث التهدئة" بات أمر شاغل لأهالي قطاع غزة، والذي استحوذ أيضاً على اهتمام المتابعين والمراقبين، لما يشكل من نقطة تحول كبيرة لدى سكان القطاع الذي يعانون من حصار دام أكثر من ثمانية أعوام، بالإضافة إلى الوضع المزري خصوصاً بعد ثلاثة حروب قاسية لم تقدم اى انجاز ملموس على ارض الواقع.

"حماس" نفت في تصريحات سابقة لقيادتها أي حديث يدور عن تهدئة، بل وصفت من خلال عضو مكتبها السياسي، زياد الظاظا، أي حديث يدور عن تهدئة بين حماس وإسرائيل بأنه إشاعات. لكن وبحسب تحليلات مراقبين فإن هناك مفاوضات تجري من تحت الطاولة، لطبخ التهدئة على نار هادئة، إلا أنهم لم يتوقعوا المدة الزمنية التي سيتم خلالها الإعلان عن اتفاق.

وكانت مصادر فلسطينية موثوقة كشفت لصحيفة "الحياة" اللندنية أن إسرائيل وافقت على إنشاء ممر بحري يربط قطاع غزة بجزيرة قبرص في البحر المتوسط، في مقابل تهدئة طويلة قد تصل إلى سبع أو عشر سنوات.

وأضافت أن إسرائيل وافقت أيضاً على رفع الحصار كلياً عن القطاع، ما يعني العمل بشكل طبيعي على إعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال العدوان الأخير على القطاع.

وأشارت إلى أن إسرائيل لا تزال ترفض، حتى الآن، السماح بإعادة بناء مطار غزة الدولي الذي يحمل اسم الرئيس الراحل ياسر عرفات .

المتابع للشأن الفلسطيني د.وليد المدلل" أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة أوضح أن هناك أطرافا دولية حاولت أن تتدخل بالوضع في قطاع غزة بعد العدوان الأخير، لافتاً إلى أن موضوع التهدئة والمفاوضات التي تجري بين حماس وإسرائيل لم تعد سراً.

وقال المدلل الحرب الأخيرة قلبت الموازين كلها، فلم تحقق الأهداف الإسرائيلية في القضاء على حماس، بل على العكس، عززت وجودها، وبرزت أوراق لعب جديدة كخطف الجنود مثلاً.

وأضاف: مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير التقى برئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، أكثر من مرة، وبحسب تصريحات حماس، فهو لم يطرح اتفاقا متكاملا بل قدّ مجموعة أفكار جزئية، مبيناً أن هذا الأمر  يؤكد بأن هناك شيئا يُطبخ حول هذا الموضوع، على حد تعبيره.

وشدد المحلل السياسي على أن توقيع اتفاق التهدئة بين المقاومة و"إسرائيل" هو اعتراف صريح من الاحتلال بأنه فشل فشلا ذريعا في تحقيق أهدافه، "فهو الذي طلب هذا الاتفاق وهو الذي دعا لوقف إطلاق النار في حرب 2014.

وأكد أنه في حال تم الإعلان عن التهدئة فإن هذا الأمر سيكون انتصاراً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، منوهاً إلى أن وقف إطلاق النار تم من قبل الاحتلال وبشروط المقاومة.

المحلل السياسي يوسف حجازي من جهته يرى أن الحديث عن اتفاق تهدئة بين فصائل المقاومة في غزة وإنشاء ممر مائي، ليس بالأمر المفاجئ والجديد، لأنه وبحسب وجهة نظره، حديث تم تداوله مسبقاً.

وأشار حجازي خلال حديثه لـ "بوابة الهدف" إلى أن مَن وضَع اللافتات في ميناء غزة البحري كان يعرف أين تذهب المفاوضات، لافتاً إلى العديد من المؤشرات التي تدل على بلورة اتفاق تهدئة بين حماس والاحتلال "الإسرائيلي".

وقال: الدليل أن توني بلير قدم استقالته من الرباعية لأن هذا المنصب يمنعه من التواصل قانونياً مع حماس التي لم تعترف بشروط الرباعية، منوهاً إلى أن العديد من العواصم والدول والمبعوثين تواصلوا مع حماس في هذا الشأن.

وأضاف حجازي أن مسؤول العلاقات الخارجية في حماس أسامة حمدان تحدث عن اتفاق يتم بلورته، بالإضافة إلى أن إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي، بشّر أيضاً في منتصف رمضان بأن الانفراجة قريبة.

الجدير ذكره، أن إسرائيل توصلت في 26 آب (أغسطس) عام 2014 إلى تهدئة مؤقتة مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حماس، بوساطة مصرية، وضعت حداً لعدوان دام 50 يوماً، وأسفر عن استشهاد 2200 فلسطيني وجرح 11 ألفاً آخرين، معظمهم من المدنيين وتدمير عشرات آلاف المنازل، في حين قتل 27 إسرائيلياً، جلهم جنود.

وأجرى رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل مباحثات في أنقرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.

وأفادت وكالة الأناضول أن لقاء مشعل وداود أوغلو في مقر رئاسة الوزراء في أنقرة استمر ساعتين ونصف الساعة بعيداً عن وسائل الإعلام.

وفي وقت سابق استقبل أردوغان مشعل في القصر الرئاسي بأنقرة وعقدا اجتماعا مغلقاً لمدة ساعة بحسب الوكالة.

ووصفت حماس لقاء وفد الحركة بالرئيس التركي بأنه إيجابي ومثمر، وقالت إن الجانبين ناقشا الوضع العام في المنطقة والقضية الفلسطينية والدور التركي في دعم القضية الفلسطينية.