Menu

في ذكرى الانطلاقة 53

عبد العال: المقاومة أساس وجود وهوية الجبهة

فلسطين المحتلة - بوابة الهدف

قال مسؤول الجبهة في لبنان، مروان عبد العال: إن "هناك انهاك للواقع العربي الشعبي ولدينا ثقة بأن هناك ما يغلي في الوجدان العربي ولكن متى يحصل الانفجار و أين هذا هو السؤال، كما أن المطبعين منهم من يدفع من ثمن فلسطين ليبقى في السلطة".

وأكد عبد العال في مقابلة خصصتها إذاعة صوت الشعب في بيروت للذكرى 53 لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، ضمن برنامج إشكاليات الذي يقدمه الاستاذ عماد خليل، إذ استهله بمقدمة عن المسيرة التاريخية والفكرية للجبهة الشعبية، منذ البدايات التأسيسية وأثر النكبة على الشباب الذين قرروا الرد من خلال الأطر القومية ومنها كتائب الفداء العربي وتشكيل هيئة مقاومة الصلح مع اسرائيل عام 1951 وأيضًا منظمة الشباب القومي، الذي كان التأسيس الأول لحركة القوميين العرب.

وتحدث عن المرحلة الناصرية وأثره وما سبقها من مخاض قومي ومثله المفكر قسطنطين زريق الذي أطلق مصطلح النكبة وكان هناك البطل إبراهيم أبو دية الملهم ل جورج حبش ووديع حداد واحمد الخطيب وغيرهم. وهو بطل عملية القطمون.

وحول المسار الجديد الذي تركته النكسة 1967، أوضح أن هناك مسار جديد بعد الخامس من حزيران :

كان هناك تحول لتحديد هوية الحركة وعلاقتها بالتنظيم الناصري والأنظمة وسبب الهزيمة ومقدمتاها والمواجهة القادمة.

وكانت هذه البدايات لتساؤلات لمغزى وجود حركات قومية ضمن الثورة القومية الموجودة وبعدها هذه الخلافات برز على السطح ضمن التفاعل الفكري المرتبط بسؤال الهزيمة.

انطلاقة الجبهة الشعبية لم تكن ردة فعل ارتجالي على النكبة وانما كانت نتيجة رد فعل واعي نتيجة هذا المخاض الفكري .

الجبهة منذ التأسيس مرت على عدد من المحطات وكانت المحطة الأولى 1968 عند انشقاق الجبهة الديمقراطية.

والتحول نحو اليسار برز في ما سمي وثيقة تموز 1969و عمليًا كانت ولادة الاستراتيجية السياسية والتنظيمية للجبهة التي اكدت أهمية الفكر السياسي و النظرية الثورية وصاغت سؤال الجبهة حول من هو الصديق ومن هو العدو و أجابت عليه.

وحول مفهوم الجبهة الشعبية للمنظمة والوحدة الوطنية قال: إن اسمها "الجبهة" يوحي بأنها مجموعة متحدة من القوى و"الشعبية" إنها تنحاز للشعب.

حيث كانت تعتبر الجناح الفلسطيني لحركة القوميين العرب، وكانت مجموعات في الكفاح المسلح منها شباب الثأر وأبطال العودة وجبهة التحرير الفلسطينية وحصل الاجتماع في دمشق وذهب الجميع إلى أن تكون الجبهة الشعبية التنظيم الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية وتنطلق لترسيخ الوطنية الفلسطينية وكانت رائدة في ذلك ولها أسبابها وذلك بوجود نقيضها "إسرائيل" وحرب نفي للشخصية والهوية.

وذكر بأصالة الجبهة في المقاومة وأن البيان الأول للجبهة الشعبية قال بأن اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو و العنف الثوري المنظم هو نهج الجبهة و الجبهة الشعبية انتماء و الانتماء له ثمن و عملية مطار الثورة تهز العالم ليستيقظ و عملية مطار اللد وعملية باتريك ارغويللو وضرب ناقلة نفط كورال سي و وسجال قتالي دار رحاها في سنوات الجمر يوم اغتيال الدكتور باسل الكبيسي واغتيال غسان كنفاني وجيفارا غزة وتجربة أبو منصور وبعدها الشهيد أبو علي مصطفى   والعملية الكفاحية مستمرة والجبهة الشعبية كانت صورة عن الكفاح الوطني ثم واعتقال قيادتها وعلى رأسهم الأمين العام الرفيق أحمد سعدات.

وأكد حول التناقض والتعارض والاختلاف، أن الاختلاف ضروري وخاصة إذا كان هذا الاختلاف ضمن آلية نظم وضمن مؤسسة وتكون المشكلة ويكون مدمرًا عندما يفتقد الى إدارة كقوة للاختلاف، أو عندما يجري تدمير المؤسسة التي تدير الاختلاف ومن دمر المؤسسة هو اتفاق أوسلو الذي كان نهجا أدى الى تجزئة الوطنية الفلسطينية والحكيم استشرف أن أوسلو ليس طريقًا للدولة المستقلة بل لتدمير الدولة هكذا كان يقول جورج حبش.

لذلك الجبهة كانت وما زالت ضد اتفاق أوسلو الجبهة لم ولن تتخلى عن اقامة دولة ديمقراطية على كامل الأراضي الفلسطينية وقبلت بالدولة على أراضي 67 كحل مرحلي دون التخلي عن الاستراتيجي ولا تقبل بما يسمى دولتين لشعبين.

دائما تعمل على الربط بين التكتيكي والاستراتيجي مراعاة ذلل لإدارة الصراع اليومي.

فشلنا فلسطينيا بإجراء مراجعة شاملة في كل جلسات المصالحة عبر تاريخها.

هل هناك قراءة نقدية جادة؟ أم انها تقتصر على القراءة الفكرية.

المراجعة حتى الذاتية منها على مستوى التنظيم تبقى غير كافية وأحيانا غير دقيقة.

هناك الكثير من الآراء لم تعد صالحة ودفعنا ثمنها.

ما يحصل الآن من تجريد فلسطين من العرب وخلق النقائض بين الواقعين العربي والفلسطيني.

وردًا على سؤال هل لعب الانقسام العربي دورا سلبيا في هذا الانفصال؟

أجاب: لا يمكن عزل فلسطين عن الواقع العربي هذا الواقع اساس للقضية الفلسطينية ....

لذلك نحن أمام تسوية عربية شاملة ونكسة عربية شاملة وفلسطين لا يمكن أن تعيش بدون حاضنة عربية وهناك قوى ثورة وقوى مضادة للثورة.

وعن التطبيع والحلف العربي مع العدو؟ ما موقع الجبهة في الجو المقاوم الموجود في وجه العدو؟

قال: علاقة الجبهة بالمقاومة ليست علاقة استخدامية والمقاومة اساس وجود وهوية الجبهة.

هناك إنهاك للواقع العربي الشعبي ولدينا ثقة بأن هناك ما يغلي في الوجدان العربي ولكن متى يحصل الانفجار وأين هذا هو السؤال. المطبعون منهم من يدفع من ثمن فلسطين ليبقى في السلطة.

السؤال كيف نستفيد من التاريخ ونعمل على تغيير الواقع؟ من الخطأ ان يجري القطع مع التاريخ ونحن لا نتغنى بالتاريخ فقط ولكن هناك شيء منهجي صنعته التجربة والكثير من الانجازات لنفتخر بها وعلينا العمل على استمراريتها.

فلسفة الانتظار تتحكم بمرحلة رمادية نعيشها جميعاً ولكن يجب التفاؤل بالجمر الذي تحت الرماد.

هل هناك من فكر جديد يبنى على أساسه وهل تجربة الجبهة الشعبية تسير بمسارها الطبيعي فكريا.؟

رفضت الجبهة أن تكون اليسار القبلي أو يسار ليبرالي أو منظمة مجتمع مدني نحن يسار تحرري مقاتل يربط بين الوطني والاجتماعي والقومي والأممي وقادتنا شهداء وأسرى وهناك قوة الجبهة الكبيرة في السجون وخارجها والعشرات من الطلاب في السجون الصهيونية وهذا هو الجمر تحت الرماد.

أين تجد الجبهة نفسها اليوم؟

شخصية الجبهة لا يمكن أن يسلبها أو يلغيها أحد وإلا ما كانت لتكون الجبهة وبالنسبة للدين هو قضية خاصة كالإسلام ولكن نحن نتعاطى بالمعيار السياسي لأي حركة إسلامية وليس أيدولوجيًا ونؤمن بلاهوت التحرري الذي يقاوم الظلم ويناضل ضد الاستعمار.

وأكد أن الجبهة كانت ولا تزال تؤمن بالتناقض التناحري مع العدو ونقاتل مع أي جهة تحارب هذا العدو نقاتل مع حماس في غزة ونصبح لبنانيون في حال الاعتداء على لبنان من العدو.

وحول سؤال هل هناك مؤشرات حول تراجع الهيمنة الأمريكية؟ أجاب بطرح سؤال: هل ستبقى أمريكا خلال القرن القادم هي القوة الوحيدة المهيمنة؟ أم هناك قوى جديدة منافسة وستظهر وقد تمنع تفردها في إدارة العالم! وقال: إن الامبريالية تريد ركائز ثابته وحلف وموطئ قدم لها في المنطقة وتسعى لتحويل التطبيع الحاصل الى دور وظيفي لخدمة المشروع الصهيوني الامبريالي.

ووجه رسالة الى الجبهة وأصدقاءها اننا سنبقى على عهد الكبار نحفظ الأمانة وراية الشهداء ولا يسعنا الا ان نناضل و اكمال الطريق و الاستناد الى عناصر القوة و ليس التفرقة و ووجه تحية خاصة إلى شباب الجبهة الشعبية الذين يجددون روحها وهم يذهبون للقتال كأنهم ذاهبون إلى عرس.