قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري، إنّ يوم الأسير هو يوم لإظهار معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وفضح انتهاكاته المتواصلة بحقهم، ومناسبة لتذكير العالم بمعاناة أسرانا وأسيراتنا البواسل داخل السجون.
ووصف الزغاري، في مقابلةٍ مع "بوابة الهدف الإخباريّة"، أنّ ما يتعرض له الأسرى بـ"إرهاب منّظم"، لافتًا إلى أنّ العام الماضي مرّ بصعوبة بالغة على أسرانا داخل السجون الصهيونيّة بحرمانهم من أبسط حقوقهم الانسانيّة والمعيشيّة.
وأشار الزغاري إلى أنّ الأسرى يعيشون في ظروفٍ اعتقالية غاية في الصعوبة، خاصة في ظل انتشار وباء "كورونا" الذي أصاب أكثر من 370 أسيرًا خلال السنة الماضية، وما رافق ذلك من اهمالٍ طبي، وعدم تقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم، وعدم توفير المعقمات والمواد اللازمة لحمايتهم من الوباء، الأمر الذي ضاعف عدد الحالات المصابة، مُؤكدًا أنّ الإصابات ما زالت تسجّل حتى يومنا هذا؛ نتيجة لاستمرار عمليات الاعتقال التي تنفذها قوات الاحتلال الصهيوني، بشكلٍ مستمر، بحق الشبان الفلسطينيين في مُختلف القرى والمُخيّمات.
كما بيّن رئيس النادي، أنّ الأسرى حرموا على مدار السنة الماضية من التواصل مع ذويهم وعائلاتهم نتيجة لهذا الوباء، وعمل النادي بشكلٍ دؤوب كي يتمكّن الأسرى من الاتصال بذويهم عبر مُطالبة المؤسّسات الدوليّة والصليب الأحمر بالتدخّل، كما سعى النادي للضغط على الاحتلال لإجباره على إطلاق سراح الأسرى المرضى وكبار السن والأشبال والأسيرات لحمايتهم من الجائحة.
وأكَّد الزغاري أنّ الفترة الماضية تصنّف كأسوأ الفترات التي مرت على الأسرى في السجون الصهيونيّة بسبب الاقتحامات المتتالية، والمتسارعة، لمختلف السجون خاصة في معتقل "النقب وعوفر وريمون" حيث استمرت عمليات القمع والاقتحام من قبل القوات الخاصة "الإسرائيليّة" المدججة بالأسلحة المختلفة، والكلاب البوليسيّة التي اقتحمت أقسام السجون وغرف المعتقلين، وعاثت فيها فسادًا، وأخرجت أثاث غرفهم، وفرضت غرامات مالية باهظة عليهم، وعاقبتهم بالعزل فرادى وجماعات في جريمة ما تزال مستمرة.
وفيما يتعلّق بسياسات العدو الصهيوني تجاه الأسرى الفلسطينيين، أشار إلى أنّ "جريمة العزل الانفرادي" ما تزال مستمرة، إذ يقبع العشرات من الأسرى داخل تلك الزنازين، لافتًا إلى معاناة أحد ضحايا هذه الجريمة وهو الأسير منصور الشحاتيت الذي أفرج عنه مُؤخرًا وتبيّن أنّه يُعاني من بعض الأمراض العصبيّة والنفسيّة، بعد أن قضى نحو 13 عامًا في سجون الاحتلال أغلبها في العزل.
وعلى الرغم من ذلك، أكَّد الزغاري أنّ العشرات من الأسرى ما زالوا يقبعون في زنازين العزل، مُجدِدًا مُطالبته للمجتمع الدولي للتدخّل بوقف هذه الانتهاكات، وإيقاف سياسة العزل الانفرادي، داعيًا إلى أن تكون سنة 2021 حملة متواصلة من مختلف المؤسّسات والقوى والجمعيات الحقوقيّة والقانونيّة لوقف الانتهاكات بحق الأسرى عمومًا والعزل الانفرادي على وجه خاص، بالإضافة إلى ضرورة الضغط لإجبار مصلحة السجون لتقديم العلاج الطبي اللازم للأسرى داخل السجون والمعتقلات الصهيونيّة.
وحول أعداد الأسرى في السجون، قال الزغاري إنّ أكثر من 450 أسيرًا وأسيرةً يقبعون في سجون الاحتلال موزّعين على 23 سجنًا ومركزًا للتوقيف والتحقيق، من بينهم 41 أسيرةً معتقلات في سجن الدامون، مُؤكدًا أنّ احتجاز الأطفال ما زال مستمرًا، إذ ما زال ما يقارب نحو 140 طفلًا تقل أعمارهم عن 18 عامًا يحتجزون في سجن "عوفر ومجدو والدامون".
أمَّا بشأن الأسرى القدامى، أوضح الزغاري أنّ 25 أسيرًا يقبعون داخل سجون الاحتلال منذ ما قبل التوقيع على ما يُسمى بـ"اتفاق أوسلو" وعلى رأسهم الأسيرين كريم وماهر يونس الذين اعتقلا عام 1983م بالإضافة إلى الأسير نائل البرغوثي الذي أمضى حتى الآن نحو 43 عامًا في السجن بعد أن أطلق سراحه في عام 2012م في صفة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" وكان قد أمضى نحو 41 عامًا قبل أن يتم إعادة اعتقاله.
وكشف الزغاري أنّ نحو 60 أسيرًا أمضوا أكثر من 20 عامًا بشكلٍ متواصل في السجن، وأنّ نحو 540 أسيرًا حكم عليهم بالسجن المؤبد لمرة أو لعدة مرات.
وحول شهداء الحركة الأسيرة، قال الزغاري إنّ عددهم وصل إلى ما يُقارب 227 شهيدًا منذ عام 1967م منهم من استشهد بالتعذيب ومنهم من استشهد نتيجة القتل العمد والقتل المباشر، أو نتيجة التعذيب والظلم الذي يتعرّضون له داخل المعتقلات.
وبشأن الأسرى الإداريين، فقال إنّ هناك نحو 440 أسيرًا إداريًا، وفيما يتعلّق بالأسرى المرضى بيّن أنّ نحو 500 أسير ما زالوا داخل سجون الاحتلال ويفتقدون لأدى مقومات العلاج الطبي داخل المعتقلات في تلك السجون البائسة التي تفتقد لأدى مقومات الحياة الإنسانيّة، مُؤكدًا أنّ هذه السياسة يتعمّد الاحتلال من خلالها قتل الروح المعنوية والنضالية لدى الأسرى الفلسطينيين.
وأشار إلى أنّ ملف الأسرى المرضى هو من الملفات الشائكة داخل سجون الاحتلال وما زال يشكّل قضية صعبة خاصة أن العشرات من الأسرى المرضى الذين اكتشفت حالاتهم وأمراضهم داخل السجون ما زالوا يعانون من أوضاع صعبة للغاية ولعل آخرهم الأسير حسين مسالمة من بيت لحم، الذي أمضى 18 عامًا في سجون الاحتلال واكتشف إصابته بمرض اللوكيميا "سرطان الدم" مُؤخرًا وقد جرى إطلاق سراحه بعد جهود كبيرة على مدار الأشهر الماضية، وما زال حتى هذه اللحظة يقبع في أحد المشافي "الإسرائيلية" وهو في ظرفٍ صحي صعب.
وتابع الزغاري: "هنالك العشرات من الأسرى المرضى الذين تتحمّل مسؤوليّة أمراضهم دولة الاحتلال وإدارة مصلحة السجون كونها لم تقم بإجراء الفحوصات الطبيّة اللازمة لهم؛ لاكتشاف أمراضهم وتشخيصها"، مُشددًا على أنّ المؤسّسات الحقوقيّة والدوليّة - وحتى مؤسّسة الصليب الأحمر الدولي- لم يفلحوا في تفعيل هذا الملف، ليتم إطلاق سراح الأسرى المرضى وعلاجهم في المستشفيات الفلسطينيّة، ويعد هذا الملف بالإضافة إلى ملف العزل الانفرادي ضمن الملفات الهامة التي يجب العمل عليها خلال الفترة القادمة.
وفي ختام حديثه، أكَّد رئيس نادي الأسير الفلسطيني على أنّه "ورغم المعاناة التي يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال، إلّا أنّهم في حالة اشتباكٍ يومي مع الاحتلال يقاتلون في خنادق المواجهة المتقدّمة مع إدارة السجون من أجل أن تكون حياتهم كريمة رغم الظروف الصعبة التي يمرون فيها".