قالت الأسيرة المحررة ميس أبو غوش، والتي تمّ اعتقالها من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في رام الله أمس الاثنين، إنّ ما حدث معها يعيد مشهد الاعتقال من قِبل قوات الاحتلال، ويعيد مشهد التحقيق والتعذيب في مركز المسكوبية.
وأضافت أبو غوش في رسالة كتبتها بعد الإفراج عنها "عاهدت نفسي أن انقل الصورة أينما كنت وتواجدت، كنت أردد دائما "عيب هدول ولاد بلدنا.. مجبورين على لقمة العيش"، مشيرةً إلى أنّ ما حدث أشبه بساحة انتقام واستفراد من قبل "اخوتنا" في جهاز "الأمن.
وفي التفاصيل، أوضحت أبو غوش أنها ومجموعة من الأهالي كانوا أمام مركز شرطة البالوع ويطالبون بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، مضيفة "لنرى قوة من القمع تنكل بالأهالي… سحل في الشوارع وضرب بالعصي ورشح غاز الفلفل في وجوه الأهالي والصحافيين، والتهديد باستخدام القنابل".
وأكّدت أبو غوش أنّه تمّ سحلها والاعتداء عليها بشكل وحشي من قبل العناصر الأمنية، لافتةً إلى أنّ إحدى الشرطيات طلبت من زملائها أن يساعدوها في الاعتداء عليها قائلةً: "تعال اضربهااااا".
وتابعت "خلال تواجدنا في مركز الشرطة، تم الاعتداء بالضرب المبرح على الأسير المحرر من سجون الاحتلال "هيثم سياج، شادي عميرة" وعلى الصحفي عقيل عواودة، بداية تم الضرب أمامنا ثم تم احتجازهم في غرفة واغلقوا عليهم الباب، وطالبنا بنقل المصابين إلى المستشفى وكان الشاب باسل حبش قد تعرض لإصابة في الرأس نتيجة ضربه بالاحذية والبساطير".
وبينت "ما شاهدناه كأسرى محررين من سجون الاحتلال، اعاد لنا الذاكرة..بالنهاية رفضنا التوقيع على التعهد مقابل اطلاق سراحنا، احنا انخلقنا في فلسطين وراح نضل فيها".
الصحفية هند شريدة، زوجة المعتقل السياسي أبي العابوي، اعتقلت وتم سحلها والاعتداء عليها بشكل عنيف، الليلة الماضية بعد اعتصامها أمام مقرّ الشرطة في البالوع منددّة باعتقال زوجها، تحدثت خلال برنامج " شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري ويبث عبر شبكة وطن الاعلامية.
وقالت هند: علمت من وسائل الاعلام ان زوجي قد تم اعتقاله خلال تواجده على المنارة، فما كان مني الا أن أخبرت الاعلام ونشرت على صفحتي في موقع "الفيسبوك" أنني سأذهب للاعتصام أنا وأطفالي، فخرجت واعتصمت مع اطفالي الثلاث ورفعت شعار "يادولة الحريات لا للاعتقال السياسي"، ولكن من الواضح ان الصوت ازعجهم وهم مع سياسة تكميم الافواه.
وتابعت: اعتصمنا على الرصيف انا وباقي الاهالي وتفجأنا بقوات الشغب وعبر مكبرات الصوت يخبرونا بأن علينا اخلاء المكان خلال عشر دقائق لأن التجمهر غير قانوني.
وأكدت: نحن نحترم القانون ولا نرضى ان نكون فوق القانون، ولكن المسؤول دائما يتهرب ويفلت من العقاب، والاعتصام الذي قمنا به هو حق كفلته القوانين الاساسية لنا.
وتابعت: تم الاعتداء علي وعلى الدكتورة النسائية ديما امين والمهندسة نادية حبش وابنها وبنتها، وكثير من النساء وعلى الاسيرة المحررة ميس أبو غوش والاستاذ معمر عرابي والعديد من الشباب والنشطاء، مضيفة، "كما تم الاعتداء على والد زوجي ورشنا بغاز الفلفل وتم شدي من شعري، تم الاعتداء علينا بشكل وحشي عدة مرات، تم الاعتداء على الشباب في مراكز الشرطة، وشتمنا كثيرا".
وأضافت: هم يدعون ان التجمهر غير قانوني، حيث اننا تجمهرنا بطريقة سلمية انا واطفالي، رغم تواجد العديد من الاطفال ايضا معنا.
وقالت: دائما نتحدث عن حرية الاعلام ولكن واضح انهم لا يرون احد عندما يكون هناك قرار بالقمع، وان بقي الوضع على حاله سيتم اغتيال نزار بنات اخر.
وأكدت أنهم تعرضوا للابتزاز داخل النظارة، طلبوا منا التوقيع على تعهدات للإفراج عنا، لماذا اوقع على تعهد بأن احترم القانون الذي انا ملتزمة به في الاساس؟، في حين أن الشرطي او الشرطية هم الذين لا يلتزمون أو يحترمون القانون.
وأضافت: لدينا توغل من السلطة التنفيذية والأجهزة الامنية علينا نحن المواطنين، في ظل غياب التشريعي وضعف الجهاز القضائي يتم التطاول على استقلالية القضاء بمراسيم رئاسية.
وأكدت أن زوجها أبي مازال محتجزا وأعلن عن اضرابه عن الطعام والشراب امس فور اعتقاله.
وناشدت بإخبار المؤسسات الحقوقية والأهالي بعدد واسماء المحتجزين الى الان. مضيفة "يا دولة الحريات لا للاعتقال السياسي".
وأكدت أن استمرار هذه الاعتداءات ستوقع نسخة ثالثة ورابعة من نسخة اغتيال الناشط السياسي نزار بنات.