Menu

كذبوا الكذبة وفبركوها.. وها هو داعش يُهدد "إسرائيل"

860x484

بوابة الهدف_ محمود الحاج

فيديو جديد تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي حمل تهديداً لدولة الاحتلال، لكن هذه المرة باللغة العبرية، وعلى لسان مُسلحٍ يدّعي أنه من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، الأمر الذي استوقف كثيراً ممّن شاهدوه، خاصةً وأن نشره تزامن مع اتهامات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه "داعشي".

الفيديو الذي تناقلته المواقع العبرية بشهيّة غير مسبوقة، توعّد المُتحدث فيه دولة الاحتلال بـ"الحساب القريب"، وأن التنظيم سيصلُها من كافة الجهات المحيطة بها.

رجل "داعش" الذي ظهر في الفيديو كان ملثّماً بخلاف مظهر عناصر التنظيم الذين كانوا "مكشوفي الوجوه، في الفيديو الذي نُشر سابقاً، وهدّدوا فيه حماس و"إسرائيل".

"الفيديو مختلف تماماً عن إصدارات داعش السابقة من حيث الأسلوب وموقع التصوير والأزياء واللغة"، هذا ما قاله بهاء الحصيني، فني المونتاج والتصميم خلال حديثه لـ"بوابة الهدف"، حول الفيديو الأخير لـ"داعش".

الحصيني أوضح أن موقع التصوير في هذا الفيديو يشبه إلى حد كبير مناطق غلاف غزة حيث يظهر في الفيديو أشجار السرو التي تتواجد بكثرة على الحدود الشرقية للقطاع، في حين يختار "داعش" موقعاً يبدو وكأنّه في منتصف صحراء قاحلة، في غالبيّة المقاطع التي نشرتها.

وأضاف فنّي المونتاج والتصميم أن الأسلوب الذي اعتدنا عليه في "أفلام داعش" هو محاولتها دائما إثارة الرعب في نفوس المشاهدين، وإرهابهم، ومن بعض أساليبهم التي تُحقّق ذلك، هو الظهور بأكبر عدد من المقاتلين الضِخام المدججين بالسلاح، أمرٌ إضافيٌ يتعارض فيه الفيديو الأخير المنسوب لتنظيم الدولة، حيث أظهر مسلحاً واحداً فقط، نحيل الجسم.

كما أشار الحصيني إلى أن زي الرجل ربّما يكون أقرب لزيّ الجندي "الإسرائيلي" منه إلى زي رجال "داعش".

الصحفي والخبير في الشأن "الإسرائيلي" سامي العجرمي، رأى أن الشخص الموجود في الفيديو هو "عربي ولغته العبرية ضعيفة، وهو ما يبدو جلّياً في اللفظ السريع للجمل والكلمات، للتغطية على ركاكة اللغة"، مضيفاً: من الواضح أنّه استغرق وقتاً طويلاً لحفظ ما قاله.

"هناك سيناريو إعلامي واضح يقوده نتنياهو لتبرير وقائع قد تحدث لاحقاً على الأراضي الفلسطينية، خصوصاً بعد تصريحاته الخاصة بالحاج أمين الحسيني" يقول الناشط السياسي أحمد فرينة.

ويؤكّد فرينة وجود تحقيقات صحفية تثبت تورط "المعارضة السورية المتطرفة" بالتعاون مع الاحتلال، أبرزها تقارير نشرتها صحيفة الحياة اللندنية قبل عدة أشهر، حول مخططات "داعش" التي تتلقاها بشكل مباشر من قبل "جيش الدفاع الإسرائيلي"، وهذا ما تؤكّده كل المعطيات، لعلّ أبرزها تفجير المساجد لإشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين العرب.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ردّ على تصريحات نتنياهو قائلاً: أين داعش والنصرة منكم؟.. أين يُقيمون داعش عندكم؟"، وهي أسئلة تحمل ضمنياً رسائل مفادها أن فبركتكم للفيديو مكشوفة، كما أن التقارير التي وثّقت علاج جرحى التنظيم وأنصاره في مشافيكم لم يمضِ عليها زمنٌ لتُنسى بعد".

من الجدير بالذكر أن وزير الشؤون الإستراتيجية في حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس، اتهم في وقت سابق من هذا العام حركة حماس بإقامة شراكة مع أتباع تنظيم "داعش" في شبه جزيرة سيناء المصرية، وهي التهمة التي لطالما نفتها حركة حماس.