Menu

افتتاحية "هآرتس": زيارة هرتسوغ إلى الخليل دعم للفصل العنصري ويجب إلغاءها

بوابة الهدف - ترجمة خاصة

قالت صحيفة "هآرتس" الصهيونية، إن رئيس الكيان الصهيوني إسحق هرتسوغ بقراره إحياء "الحانوكا" عبر زيارته لمدينة الخليل المحتلة وإضاءة الشمعدان في الحرم الإبراهيمي في عيد "حانوكا" إنما عبّر عن كونه رئيسًا للمستوطنين، وتحديدًا الأكثر بشاعة وعنفًا بينهم.

ونددت الصحيفة بقرار الرئيس وقالت إنه من بين كل الأماكن الممكنة اختار الرئيس الخليل، وعي الرمز النهائي لبشاعة ووحشية الاحتلال وعنف وتسلط المستوطنين.

وأضافت إن زيارة "المواطن الإسرائيلي الأول" إلى ذلك المكان الذي اضطر معظم سكانه الفلسطينيين إلى الفرار خوفًا من المستوطنين، ومغادرة منازلهم ومحلاتهم، وتحويل قلب الخليل إلى مدينة أشباح - هي بمثابة منح شرعية رسمية للمظالم المروعة التي تُرتكب هناك كل يوم، قبل وبعد جريمة باروخ غولدشتاين بقتل 29 من المصلين العرب في مسجد الحرم الإبراهيمي.

وقالت الصحيفة في هجومها على هرتسوغ، إنه لا يوجد في أي مكان آخر في الضفة الغربية نظام الفصل العنصري "الإسرائيلي" كما هو الحال هناك بشكله الصارخ والمرعب: شوارع معزولة يُحظر على الفلسطينيين السير فيها، منع دخول السيارات على الفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون هناك، نقاط تفتيش عند كل منعطف - فقط للفلسطينيين بالطبع. العنف والإذلال هو فرض يومي لكل مواطن فلسطيني على أيدي المستوطنين وأبنائهم، وكذلك على أيدي أفراد الجيش ودوريات الحدود المنتشرين في كل زاوية.

وقالت الصحيفة إن هذا هو المكان الذي يعتقد هرتسوغ أنه يجب أن يذهب إليه. وأن زيارته المخطط لها إلى الخليل هي بادرة اعتراف وتضامن مع المستوطنين الأكثر عنفًا ودليلًا إضافيًا على ضم الخليل المحتلة إلى إسرائيل، على الأقل بحكم الأمر الواقع. وخلاف ذلك، ليس لدى الرئيس سبب للذهاب إلى هناك.

ومن المفترض أنه لن يخطر ببال هرتسوغ أن يلتقي، خلال زيارته المخطط لها إلى الخليل، بالفلسطينيين ضحايا المستوطنين هناك، وبالتالي الاعتراف أيضًا بالفصل العنصري الذي يُمارس في المدينة.

وذكرت أن هذه ليست الزيارة الأولى التي يقوم بها هرتسوغ كرئيس للمستوطنات في الضفة الغربية - والأكثر عنفًا وتطرفًا ليس أقل من ذلك. فقبل حوالي ثلاثة أشهر، بعد فترة وجيزة من توليه منصبه، سارع الرئيس إلى زيارة هار براخا - وهي مستوطنة، إلى جانب البؤر الاستيطانية غير المصرح بها، ترهب السكان الفلسطينيين في المنطقة - وبذلك تمنحها الشرعية أيضًا.

وختمت الصحيفة: إذا أراد هرتسوغ، وهو من اليسار الصهيوني، أن يضيء الشموع في الأماكن المقدسة لدى اليهود، فهذا بالطبع من حقه. لكن بصفته رئيس الدولة، الرئيس الذي أعلن أنه يريد أن يكون رئيسًا للجميع، فعليه الامتناع عن زيارة المكان الذي يتعارض تمامًا مع هذه الرؤية.