Menu

بالفيديوبدران افتقده وطن!

القائد الوطني بدران جابر

الضفة المحتلة _ بوابة الهدف

صديق الفقراء، محبّ الأطفال، معلّم ومناضل وإنسان، أحبّه كل من عرفه سواء في سجون الاحتلال التي قضى من عمره فيها نحو عقديْن من الزمن، أو خارجها.

هكذا يصف مجد أبيه بدران جابر من الخليل، الذي استقبل وأهله وأصدقاؤه المعزّين من كلّ أنحاء فلسطين، اليوم الثلاثاء، في قاعة الكاثوليك بمدينة رام الله.

ويقول مجد لوطن إنّ أبيه حالة فلسطينية، "ونلامس في علاقاته وعلاقات الناس التي تحترمه وعاش معهم لسنوات، سواء داخل سجون الاحتلال أو خارجها دفء هذه العلاقة، وجميعهم يقولون: فقداننا كبير، ونحن كعائلة عزاؤنا بهؤلاء الناس ورفاقه الذين يحبّون والدنا بدران، وجاؤوا رغم المنخفض، ووقفوا معنا بكل اللحظات، من كل فلسطين المحتلة والجولان المحتل ليشاركونا مصابنا".

ويضيف مجد أنّ كل العنف الذي واجه فيه بدران الاحتلال كان عكسه في حياته الاجتماعية، سواء مع العائلة أو مع الناس، وكان صاحبًا وصديقًا للدراويش، ويحبّ الأطفال، واللعب مع أحفاده، وينسجم معهم لساعات دون ملل، وكان بكل سعة صدر يلاعبهم ويمنع أي شخص من إبعادهم عنه.

ويقول "نحن دائمًا لدينا ضيوف في الخليل، من كل الشرائح المجتمعية، ولكنه كان عندما يأتي درويش أو مسكين من أقاربنا أو غيرهم إليه يعطيه كل الأهمية ويستقبله ويبقى معه، ويعطيه كامل الاهتمام الذي يعطى لأي مسؤول بكل المناسبات".

ويصف فقدانه بالصعب جدًا، مضيفًا "قالوا لنا ونحن في المقبرة: سامحوه، أقسم بالله لا أعرف على ماذا أسامحه، بصدق لم أجد أي شيء قصّر فيه بحقنا، عفوًا أو قصدًا لتقول هذه الكلمة، كان دائًما مثالًا، وهو نموذج الأب الحنون الدافئ المعطاء".

"أبو غسّان فقيدُ الشعب بأسره، يحبّ الجميع ويخشى على مشاعرهم، وقته للناس وليس له"، تقول زوجته ازدهار، مؤكدّة على مضي من أحبه على نهجه وطريقه.

وتضيف لوطن أنّه لم يكن أب لأسرته أو زوج فحسب، بل كان أخ وأب للجميع، ومعلّم وقدوة لجميع أبناء الشعب، وافتقده وطن بأكمله، "هو ليس فقيدنا لوحدنا، بل فقيد الوطن، وإن شاء الله النهج الذي سار وعلّمنا عليه سنبقى سائرين فيه جميعًا، ونحن على دربه".

وفي صفاته تقول ازدهار إنّه إنسان خلوق مؤدب، ويحب الجميع، ويخاف على الناس ومشاعرهم، ولا يعيش لنفسه، بل للناس والوطن، لم يفكر للحظة العيش لنفسه، بل للناس، ويخدمهم، ويعلّمهم، ويشارك الناس في أفراحهم وأتراحهم.

وتبيّن أنّه قضى سنوات عديدة في سجون الاحتلال، ما يقارب 17 عامًا، وفرضوا عليه إقامة جبرية لخمس سنوات، واعتقله الاحتلال عدة مرّات إداريًا.

ويعدّ بدران جابر، الذي توفي الثلاثاء الماضي عن عمر ناهز 75 عامًا، قياديّ ومناضل وطني، وأحد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، ويصفه رفاقه بالوطني الذي لم يتوه أو تنحرف بوصلته يومًا، صديقٌ حميم، وصداقته لا تُنسى.

المصدر: وكالة وطن