Menu

تقرير"المجلس الشبابي في بيت أمّر".. مبادرة محليّة تعظّم العمل التطوعي

فادي الشافعي

خاص بوابة الهدف

يسعى المجلس الشبابي في بلدة بيت أمّر شمال مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية إلى إعلاء قيمة العمل التطوعي بين أهالي البلدة البالغ تعداد سكانها نحو 19 ألف نسمة وتبعد عن مركز المدينة نحو 11 كيلومترًا.

يضم المجلس الشبابي في بيت أمر بين 30 – 50 متطوعًا أساسيًا ينفذون حملات اجتماعية وأنشطة ثقافية متعددة، آخرها السعي إلى ترميم البيوت التاريخية في البلدة التي أقيمت على أنقاض بلدة "معاره" العربية الكنعانية. ويقول مسؤول اللجنة الثقافية بالمجلس الشبابي في بلدة بيت أمر ثائر أبو عياش، خلال حديث إلى "بوابة الهدف" إنّ المجلس سيحاول إنجاز مشروع الترميم خلال الأربعة شهور القادمة.

وأشار أبو عياش إلى أنّ اللجنة تنفذ لقاءات ثقافية دورية تتناول مواضيع متنوعة ثقافية واجتماعية ذات صلة بالقضية بالمجتمع، لافتًا إلى أنّ المجلس نفذ أنشطة خلال الفترة الماضية سلطت الضوء على الشتات الفلسطيني في ذكرى النكبة 74، ولقاءات توعوية حول خطورة المخدرات، ومكافحة الجريمة الإلكترونية، مشددًا على أنّ المجلس يهدف بأنشطته الثقافية إلى رفع الوعي في مجتمع البلدة.

وأكد أبو عياش أنّ أحد أهداف المجلس هو تعميم فكرة العمل التطوعي، لافتًا إلى أنّ المجلس أضحى يمثل حلقة وصل بين المتبرعين في البلدة والفئات الهشة التي تحتاج إلى مساعدة كالطلبة المعوزين والعائلات الفقيرة وذوي الإعاقة، مشيرًا إلى أنّ المجلس استطاع مساعدة عددًا من الطلبة في دفع اقساطهم الجامعية وتقديم مساعدات إلى عدّة غذائية إلى عدّة أسر، بالإضافة إلى توفير أجهزة طبية إلى مرضى وذوي إعاقة.

وأوضح أبو عياش أنّ المجلس يعتمد مبدأ احترام خصوصيات المحتاجين، والسرية التامة في التواصل معهم احتراماً لمشاعر، وهو ما رفع الثقة به عاليًا بين أهالي البلدة، وجعل المجلس يدخل كل بيت يحتاج إلى مساعدة داخل البلدة.

بدوره، قال رئيس المجلس الشبابي في بيت أمر علي أخليل، خلال حديث إلى "بوابة الهدف" أنّ المجلس يتكون من مجموعة شبابية تعمل وفق شعار: "نحن نقود التغيير.. ونصنع المستقبل" لافتًا إلى أنّ الموقع الجغرافي للبلدة لعب دورًا رئيسيًا في تحديد نشاطات المجلس، موضحًا: لأنّ بلدة بيت أمر تقع على شارع القدس -الخليل، أو ما يعرف باسم شارع (60) الذي يعد طريقًا رئيسيًا تمر عبره المركبات في رحلتها بين شمال ووسط الضفة الغربية، وبسبب الموقع ينفذ المجلس سنويًا حملة "مي وتمر" خلال شهر رمضان ويسلط المجلس الضوء خلال الحملة على شهداء البلدة والأسرى، ففي عام 2020 سلط المجلس خلال الحملة الضوء على قضية الأسير الطفل أحمد مناصرة وأرفق مع الإفطار مطوية تشرح ظروف اعتقال مناصرة وتدعو إلى مناصرته، كما سلط الضوء في نفس الفعالية في العام الماضي سلط الضوء خلال الفعالية على قضية الشهيد عاهد أخليل الذي يحتجز قوات الاحتلال جثمانه وعرّف الجمهور به.

وشدد أخليل على أنّ المجلس يرفض التمويل المشروط، والعمل مع المؤسسات التي تمارس التطبيع مع الاحتلال، ويموّل نفسه في الوقت الحالي من خلال المساهمات التي يقدمها المتبرعون المحليون دون شروط غير ايصالها على إلى مستحقيها، لافتًا إلى أنّ المجلس يجري مسوحات اجتماعية ذات بعد علمي وبشكل دوري ويقدمها للمتبرعين.

وأشار إلى أنّ المجلس يعد نموذجًا للوحدة الفلسطينية، ويضم شبانًا من كل القوى الفلسطينية التي تركز وترغب في خدمة الأهالي في البلدة، معتبرًا أنّ ما يجمع المتطوعين هو العمل الإنساني والاجتماعي والثقافي، لافتًا إلى أنّ المجلس يضم أسرى سابقين من كافة الأطياف، إلى جانب شبّان ذو كفاءة عملية متميزة ومتطوعين من الفئات والشرائح الاجتماعية كافة.

ونوه أخليل إلى أنّ المجلس نفذ خلال جائحة "كورونا" أيام طبية مجانية في بعض المناطق المهمشة في بلدة بيت أمر، وزّع خلالها المعقمات والأدوية على الحالات التي أصيبت بالفايروس، ونظم لقاءات للتثقيف الصحي للوقاية من الفيروس.

من ناحيتها، قالت مديرة العلاقات العامة وتكنولوجيا المعلومات اسلام يوسف، في حديث إلى "بوابة الهدف" إن البلدية تنظر إلى نشاط المجلس الشبابي في بيت أمر بإيجابية عالية معتبرة أنه خرج من رحم معاناة البلدة، مشيرة إلى أنّ البلدية احتضنته منذ البداية حتى يمضي قدمًا، وهو بدوره أثبت وجوده وبنى جسم تطوعي خاص به.

وأضافت: منذ أن فاز المجلس البلدي الجديد في 2022 وضع ضمن خططه خطة لإسناد المجلس الشبابي لتذليل العقبات أمامه سيرًا على خطى المجلس السابق، مؤكدًا على أنّ البلدية شاركت مع المجلس في نشاطاته بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات المحلية، كما يشارك المجلس بالنشاطات التي تنظمها البلدية كالمخيمات الصيفية وتخضير البلدة وحملات التنظيف وغيرها من الحملات التطوعية الأخرى.

تعد تجربة مجلس شبابي بيت أمر تجربة رائدة في العمل التطوعي وخدمة البلدة، ومن المهم والضروري تعميمها على البلدات الفلسطينية كافة في الضفة الغربية وقطاع غزة.