Menu

الاحتلال يترقب الشتاء في غزة

الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة لتغيير وجه القطاع

Netzarim_junction_map_arabic.png

الهدف الإخبارية - فلسطين المحتلة، غزة

تتصاعد التطورات في دولة الاحتلال في الجبهات المتعددة سواء على جبهة لبنان، أو الضفة الغربية، أو غزة نفسها، أعلنت " إسرائيل"  عن دخولها المرحلة الثانية من حربها ضد القطاع. منذ أسابيع قليلة، وبدأت بالفعل تنفيذ مخططها الجديد ومرحلتها القادمة مركزة على السيطرة على شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عسكرية مغلقة استعدادًا لاستيطانه وضمّه لدولة الاحتلال.

خطة الجنرالات: احتلال وتفريغ شمال غزة

شهدت الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية تصاعدًا في الحديث حول "خطة الجنرالات"، وهي خطة عسكرية ترمي إلى احتلال شمال قطاع غزة ومدينة غزة وإفراغها من السكان، بعد أن ترفض العديد من العائلات مغادرتها رغم التحذيرات المتكررة. وتُقدّر الأوساط الإسرائيلية أن نحو 300 ألف مواطن فلسطيني لا يزالون في تلك المناطق رغم شراسة القصف الإسرائيلي والعمليات البرية التي انطلقت في 27 أكتوبر.

تقوم "خطة الجنرالات" على عدة مراحل، تبدأ بإخلاء المناطق الشمالية من سكانها وتطويقها، تمهيدًا لتحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة تمنع وصول المساعدات الإنسانية إليها، بهدف استنزاف المقاومة الفلسطينية وتصفيتها بشكل كامل.

وتحتوي الخطة على جوانب أخرى، مثل منع الإمدادات من الوصول إلى المنطقة المحاصرة، إلى جانب "تطهيرها" عبر عمليات عسكرية مكثفة.

تتجلى رؤية نتنياهو في هذه الحرب بأنها فرصة تاريخية لتوسيع مساحة إسرائيل للمرة الأولى منذ 50 عامًا، بعد سلسلة من التنازلات التي قدمتها الحكومات السابقة.

يعتبر نتنياهو هذه الخطوة بمثابة "الإنجاز الأكبر" في حياته السياسية، حيث يسعى لتوسيع سيطرة إسرائيل على القطاع بعد انسحابها عام 2005.

ويهدف نتنياهو إلى طرد منظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من القطاع بشكل نهائي، حيث يرى اليمين الإسرائيلي أنها تمثل جهة معادية للصهيونية.

محاكاة لتجارب التهجير السابقة: غزة على خُطى ناغورنو كاراباخ

تشبه الخطة الإسرائيلية المحتملة تهجير سكان ناغورنو كاراباخ الأرمن قبل عام، عندما قامت أذربيجان بعملية عسكرية سريعة لإخلاء المنطقة، وسط صمت دولي. ترى الحكومة الإسرائيلية المحتلة أن استمرار تواجد الفلسطينيين في الخيام في المناطق الجنوبية من القطاع، وتحت حصار دائم، سيدفعهم في نهاية المطاف إلى مغادرة القطاع. وتعتبر الحكومة أن الحل الوحيد أمام الفلسطينيين هو إما التمرد على حكم حركة حماس ، أو الهجرة الجماعية.

الدور الأمريكي والمفاوضات الجارية

تأتي هذه الخطة بالتوازي مع محاولات إسرائيلية لإدارة المفاوضات مع الولايات المتحدة، التي تسعى بدورها إلى إيجاد حل سياسي يحقق بعض الاستقرار في المنطقة، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات الأمريكية. إلا أن المواقف الأمريكية تتراوح بين دعم بعض خطوات إسرائيل والتحفظ على أخرى، حيث تحاول واشنطن الحد من تصاعد المعارضة الدولية بسبب تهجير المدنيين واستخدام أساليب العقاب الجماعي.

ومع ذلك، تؤكد حكومة نتنياهو التزامها بالخطط العسكرية رغم التحفظات الأمريكية، حيث أشار نتنياهو مرارًا إلى ضرورة فرض السيطرة الكاملة على القطاع واستكمال العمليات حتى الوصول إلى ما يسميه "النصر الكامل". يبدو أن الحكومة الإسرائيلية المحتلة تسعى لاستغلال الظروف الدولية الحالية، التي تشهد توترًا في العديد من مناطق العالم، لتحريك خططها التوسعية وتقليص أي معارضة خارجية.

الخطوات المستقبلية: ماذا بعد؟

مع استمرار العمليات العسكرية وتصاعد الضغوط الدولية، من المتوقع أن تدخل "إسرائي"  مرحلة جديدة من الحرب، تقوم فيها بتنفيذ ما تبقى من "خطة الجنرالات" على مراحل متعددة. من جهة أخرى، يبدو أن المجتمع الدولي سيواجه صعوبة في التوصل إلى موقف موحد ضد الانتهاكات الإسرائيلية، وسط الانقسام الواضح بين القوى الكبرى حول طريقة التعامل مع الملف الفلسطيني.

ومع بدء فصل الشتاء وتفاقم الظروف المعيشية داخل القطاع، تُراهن دولة الاحتلال على تفاقم الأزمة الإنسانية لدفع المزيد من الفلسطينيين إلى الهجرة أو الانقلاب على حكم حركة حماس، مما يتيح لها السيطرة على القطاع بشكل كامل أو شبه كامل، وإنهاء ملف المقاومة الفلسطينية في غزة.