Menu

بالصور: كرة القدم تعيد الفرحة إلى قلب "الشجاعية"

ش2

الهدف_غزة_أحمد بدير:

كانوا يلتفون مشتبكين بأذرعهم قبل بداية كل مباراة، كانوا يذكرون بعضهم البعض بديارهم التي تحولت إلى "أرض محروقة" أو هكذا يمكن إيجاز وصف ما حدث لحيهم "الشجاعية" الشاهد على مجزرة الاحتلال التي أحالت مساكنه ركاما وأودت بحياة العشرات من أبنائه خلال عدوان صيف العام المنصرم.

اليوم.. تتحول حرقة القهر في حلوقهم، إلى فرحة، فرحة الصدارة والتتويج أبطالا لدوري جوال للدرجة الممتازة بقطاع غزة.

بوابة الهدف كانت حاضرة بين الجموع التي جاءت اليوم إلى ملعب اليرموك، مثمنة ومباركة الفوز، والتوييج الذي تبع المباراة قبل النهائية التي جمعت فريق اتحاد الشجاعية وفريق نادي الشاطئ حيث فاز فيها الشجاعية بثلاثة أهداف نظيفة أحرزها المتألق ياسر الصباحين.

من بين الحضور كان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ، الذي قال لمراسل "بوابة الهدف": اليوم أثبتت الشجاعية أنها تلد الأبطال، وأنها لم تنكسر أمام آلة الحرب الصهيونية.

وأضاف: أنا ابن معسكر الشاطيء، ولكن قلبي اليوم مع الشجاعية.

وطالب هنية رئاسة الفيفا بأن تأخذ قرار بطرد "الإسرائيليين" من مؤسسة الفيفا لأنها لا تحترم قواعد اللعبة الدولية ولا تحترم أصول الرياضة وتنكل باللاعبين والأندية والحكام والإداريين ولا تحترم القانون الدولي للفيفا .

من جهته هنأ الكابتن نعيم السويركي الذي كان لاعباً في الفريق يوما ماً حتى أصبح مدربا له، النادي والجماهير.

 وبين للهدف أنه في العام 1976م تأسس النادي على يد عمالقة الرياضة في قطاع غزة كأمثال ابو على حلس وطاهر سمارة وكان يسمى سابقاً بالنادي القومي وسمي فيما بعد بنادي اتحاد الشجاعية , ومنذ البدايات واجه النادي مجموعة من العقبات منها ظروف الانتفاضتين وغيرها.

ورأى السويركي أن الحروب الطاحنة التي شنت على قطاع غزة وخصوصاً الحرب الأخيرة كان لها النصيب الأكبر في خلق المعاناة والإضرار بالرياضة الفلسطينية المحلية.

وقال: "كنا من أوائل النوادي التي أعدت فريقها بشكل ممتاز للحصول على بطولة الدوري, فتفاجئنا بقدوم الحرب مما أعاق التقدم وكل مجهودات الفريق ذهبت أدراج الرياح".

واستطرد السويركي: صار السؤال كيف سنتعامل مع الجمهور واللاعبين على حد سواء , فالحرب كان لها آثارها النفسية السيئة على الجميع وكان هناك لاعبين من أصحاب البيوت المدمرة حتى من خارج حي الشجاعية"

وأشار إلى الجهود التي بذلت لإقناع اللاعبين ومجلس الإدارة بإكمال المسيرة الرياضية, مضيفا: دربنا الفريق تدريبات مكثفة وشاقة وجهزناه في 15 يوماً قبل بدء الدوري, وفي بداية الدوري لم يوفق, لكن بعد ذلك تصدر وتأهل في العديد من المباريات حتى صار في الصدارة".

وشدد السويركي أن الرسالة قد وصلت الآن إلى الاحتلال والعالم بأن الشجاعية لم تنكسر، مؤكدا أن الوصول الى القمة مهم ولكن الأهم هو المحافظة على القمة.

بدوره بين وكيل مساعد وزارة الشباب والرياضة أحمد محيسن أنه بمجرد حصول نادي الشجاعية على بطولة الدوري في ظل الأوضاع الصعبة خاصة ما تعرض له الحي من دمار كبير وهائل للبنية التحتية رسالة واضحة ومفادها أن الاستهداف والقتل وتدمير البيوت لا يمكن أن يفت من عظم أبناء الشعب الفلسطيني .

وأكد الصحفي الرياضي حسام أبو خاطر  أن لاعبي اتحاد الشجاعية في هذا الموسم قدموا أداءً رائعا ومميزا وأن فريق اتحاد الشجاعية كان على يقين بأن هذا الموسم سيكون غير كل المواسم وخاصة بعد الحرب الاخيرة على قطاع غزة.

واعتبر أبو خاطر أن اللاعبين تحملوا المسئولية تجاه مدينتهم ووضعوا معاناة أهل حي الشجاعية أمام أعينهم ولم يخيبوا ظن الجماهير العريقة التي زحفت خلفهم طوال الموسم.

وقال أبو خاطر: بالإرادة والعزيمة والإصرار حصد النادي لقب الدوري، واللاعبين استحقوا الفوز بالبطولة لأنهم قدموا أداء رجولي في الملعب وقدموا أفضل المستويات.

وأضاف: لقد توحدت كافة فئات الشعب الفلسطيني بكل ألوانه السياسية تحت مظلة الرياضة اليوم، وها نحن نحتفل فوق الركام بعد الزحف من اليرموك إلى الحي، أفلا يغار السياسيون ويحققوا نصرا بتحقيق المصالحة.