Menu

هل تتحالف السعودية مع "إسرائيل" ؟!

كاتب أمريكي: قد يتحقق التحالف بين الطرفين.. فالمصالح أصبحت متقاربة، والعدو واحد

بوابة الهدف_ واشنطن_ غرفة التحرير:

في تحليلٍ يبدو غير مُستبعد، بعد اللقاء الإسرائيلي-السعودي، أول أمس، في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي بواشنطن، تحدّث الكاتب الأمريكي "إيلي لايك، عن إمكانيّة تحالف كل من السعودية و"إسرائيل"، ضد إيران؛ نظراً لمستجداتٍ طرأت في المنطقة، وكذلك على السياسة الأمريكية تجاه هذا "العدو المشترك"، و لأن المصالح  لكلا الطرفين باتت متقاربة الآن أكثر من أيّ وقتٍ مضي.

و أورد "لايك" في مقاله لصحيفة "بلومبرغ" الأمريكية –وقد حضر اللقاء- أن كلا الدولتين خرجت بعلاقاتهما إلى العلن، بعد أن كانت خفيّة وسريّة لسنوات.

المؤتمر جمع بين مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية وأمين سر الحكومة "بنيامين نتنياهو" دوري غولد -وهو مستشار سياسي في "إسرائيل" منذ نحو 20 عاماً- وبين اللواء السعودي المتقاعد أنور العشقي، الذي عمل كمُستشار وأمين سر للملك فيصل الراحل، وهدف اللقاء كان "مناقشة فرص التعاون بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية بخصوص النووي الإيراني".

الكاتب "لايك" ذكر في مقاله أنه قد اتّضح في خطاب المسئوليْن أمام المجلس، رؤيتهما المشتركة حول طهران، والاتفاق على أن الأخيرة تطمح للسيطرة على الشرق الأوسط ويجب التصدي لها، كما اشترك في الخطابين، الحديث عن أهمية السلام بين "إسرائيل" والدول العربية.

وذكر الكاتب الأمريكي أنّه بعد اللقاءات الثنائية الخمس التي أجريت بين مسؤولين سعوديين ومسؤولين إسرائيليين منذ عام 2014، في الهند، وإيطاليا، و التشيك، قد أثبتت أن خطر إيران بدأ بالتضخّم في المنطقة.

وبعد الانجاز الدبلوماسي الضخم من قبل الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" إزاء طهران، في محاولته التوصل إلى صفقة مع إيران، وبالتزامن مع حديث "بنيامين نتنياهو" المتزايد حول المصالح المشتركة مع الدول العربية المعتدلة ضد إيران، و المبادرة العربية للسلام، يبدو طرح الكاتب الأمريكي معقولاً و وراداً، لكن ربّما في مرحلة قادمة، خاصة بعد أن صرحّ المسؤول السعودي الذي شارك في اللقاء بأنّ التعاون الحقيقي مع "إسرائيل" غير وارد "حالياً"، وأن الشرط السعودي لتقدم من هذا النوع هو قبول "إسرائيل" بالمبادرة السعودية للسلام منذ عام 2002، والتي أصبحت اليوم تُعرف بالمبادرة العربية للسلام، بعدما صادقت عليها الجامعة العربية.

مصالح مشتركة تاريخياً

على الرغم من العداء المعلن بين "إسرائيل" والسعودية، إلّا أن حالات التعاون بينهما موجودة، وإن لم يكن ذلك رسميًّا أو بطرق مباشرة، فقد استطاعت "إسرائيل"، في التسعينيات، تحقيق نجاحات سياسية في الخليج العربي، تمثلت بفتح ممثلات اقتصادية لها في قطر وفي عُمان،  لكن لم يتمّ العكس من جانب السعودية. وقد شاركت السعودية في الولايات المُتحدة، كمراقب في مؤتمر مدريد1991، وأخذت دورًا في المفاوضات، التي بدأت بموسكو.

وفي تاريخ العلاقات بين الطرفين كذلك، يُذكر لجوء السعودية إلى "إسرائيل" بعد قيام حرب اليمن عام 1962، من أجل الحصول على مساعدة بهدف دعم قوات الإمام في اليمن التي كانت تُهاجمها القوات المصرية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. و قامت في حينها طائرات نقل إسرائيلية بتوصيل الدعم لليمن بين عامي 1964 – 1966، حتى انسحبت القوات المصرية من اليمن عام 1970، ما تسبب في نمو سياسة "الواقع" السعودية، على النفور الأيديولوجي المتمثل بوجود دولة "إسرائيل".