لطالما حلم الكيان الصهيوني بالاستيلاء على حصة من النفط في المنطقة، ووضع مشاريع عدة للحصول على هذه الحصة، وكان العنوان هو امكانية تحول أرض فلسطين المحتلة لنقطة ربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، بما يسمح بتصدير النفط بشكل سريع لأوروبا.
يوم الخميس، نقلت وكالة "بلومبرغ" عن المسؤول الصهيوني ايوب قرة ، أن " السعودية والكيان الصهيوني أجريتا مباحثات حول عدد من مشاريع الطاقة المهمة، منها ربط السعودية بأنبوب نفط مع الكيان".
وقال العضو السابق في برلمان الكيان أيوب قرة بحديث لـ"بلومبرغ"، إن "المناقشات بين إسرائيل والسعودية تضمنت فتح ممر طاقة جديد يربط السعودية بخط أنابيب النفط "إيلات عسقلان".
المسعى الجديد حسبما افاد قرة يهدف لمد خط جديد لأنابيب النفط يربط موانئ السعودية على البحر الأحمر مع ميناء ايلات في فلسطين المحتلة، ومن ثم تشغيل الخط القديم الرابط بين ايلات وعسقلان لتصدير النفط السعودي من عسقلان الى اوروبا، دون المرور بمضيق هرمز.
جذور تاريخية لخط النهب
كجزء من العلاقات الوثيقة بين الكيان الصهيوني ونظام الشاه الذي حكم ايران حتى العام ١٩٧٩، تم الاتفاق بين النظام والكيان الصهيوني في العام ١٩٦٨ على إنشاء شركة تدير خط لأنابيب النفط يمتد بين إيلات الواقعة على البحر الأحمر و عسقلان الواقعة على البحر المتوسط.
كان الهدف من هذا المشروع هو إيجاد طريق سهل وسريع لتزويد الكيان الصهيوني بالنفط الإيراني ومن ثم تصديره لأوروبا، هذا الحلم الصهيوني لم يستمر طويلا، فسرعان ما قامت الثورة لتطيح بنظام الشاه في العام ١٩٧٩، ويأتي نظام الجمهورية الاسلامية الذي أعتبر الكيان الصهيوني عدو له وللأمة.
بعد الإطاحة بالشاه، وإنشاء الجمهورية الإسلامية، قام الكيان الصهيوني بالإعلان عن تأميم خط الأنابيب والشركة، فيما لا تزال المعلومات الخاصة بشركة EAPC تخضع للرقابة العسكرية الصهيونية، ورغم الحكم الصادر من محكمة سويسرية بضرورة حصول إيران على تعويضات من الكيان الصهيوني بما يعادل ١,١ مليار دولار، نظير حصتها في الشركة، إلا أن الكيان لم يسدد هذا المبلغ.
المخطط الجديد يهدف للاستثمار في الهجمة التطبيعية المتزايد مع الكيان الصهيوني، والتي تتم تحت عناوين عدائية للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وإعادة إحياء مخططات الكيان الصهيوني القديمة و أطماعه في نفط المنطقة.
جدير بالذكر أن معلومات متواترة تصدر عن الاتصالات والعلاقات بين الكيان الصهيوني والسعودية، وذلك بما يتسق مع رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتشكيل تحالف أمني عسكري موالي لبلاده في المنطقة"ناتو شرق أوسطي"، يتخذ صيغة مشابهة لحلف الناتو، وهو ما يحظى بمعارضة وتنديد واضح من قوى المقاطعة العربية، ومن أطر جماهيرية وسياسية و مجتمعية عربية متعددة.