Menu

خاصمسرحية هزلية في واشنطن: نتنياهو يتباكى على جوناثان والإمارات والبحرين تصفقان لـ "القدس عاصمة إسرائيل"

بوابة الهدف - خاص بالهدف

ربما لم يكن فلسطيني يتوقع أن يصفق وزيران عربيان مطولاً لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وهو يتحدث عن "آلام" عائلات جنوده القتلى، على يد "الإرهاب الفلسطيني"، وعندما تحدث عن "آلام" والديه، بعد مقتل شقيقه يوناثان، في عنتيبي على يد الفدائيين الأبطال من رجال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ويظن نتنياهو أن له ثأرًا شخصيًا عند الفلسطينيين، ولكن يفضل هو ومضيفه الأمريكي، ووزيري الخيانة العربيين أن يتجاهلوا أن في كل بيت فلسطيني دم مراق على يد الاحتلال وجنوده، وبالعودة إلى الوزيرين، ما كان أحد يتوقّع ربما أن يصفقا لنتنياهو وهو يتلفظ بعبارة " القدس عاصمة إسرائيل الأبدية".

بقدر ما يبعث اسم النبي إبراهيم على الاحترام، بقدر ما تبعث هذه المهزلة المسماة سلامًا على السخرية، ولا نعرف حقًا في أي زمن موازٍ تقع عقود من الحرب بين "إسرائيل" و البحرين والإمارات، كم من الداء أريق وكم من الصواريخ حلق وكم من قذائف انفجرت في هذه الحرب الطويلة التي في خيال هؤلاء في مسرحية كتبها مؤلف فاشل جاهل بوقائع التاريخ وأصول الحق، وحتى بأمور التمثيل.

هل سيداوي ابن زايد ووزير حمد جراح نتنياهو، وآلامه على مقتل شقيقه، وهل يظن نتنياهو أنه سيجد شفاءه من جرائمه وجرائم كيانه الغاصب تجاه الفلسطينيين بعقد هذا السلام السخيف مع شيوخ القبائل في أقصى شبه الجزيرة العربية؟

هذه أسئلة لتاريخ لن يضع نتنياهو وعملائه الذين أطلوا مبتسمين من شرفة البيت الأبيض إلّا في مكانهم الذي يستحقون حيث مزبلة التاريخ ومأوى كل خائن ومجرم.

حفل واشنطن الباهت:

لم يحظ حفل واشنطن لا بأبهة كامب ديفيد ولا وادي عربة، ولا مسرحية أوسلو حتى، بل لم تصل لمستوى الاهتمام الذي حازته اتفاقية 17 أيار المشؤومة والمدفونة مع الكتائبي بشير الجميل الذي مرت بالأمس ذكرى إعدامه على يد البطل حبيب الشرتوني، لعلها تكون عبرة لكل خائن.

وقد أشاد ترامب بـ "فجر شرق أوسط جديد" بينما وصف نتنياهو الاتفاقات ب "السلام بين الشعوب" لتصبح الدولتان ثالث ورابع دولة تعقدان سلامًا مع العدو، وكما ذكرنا أعلاه، لعلها أول مرة في التاريخ تعقد فيها دول بينها آلاف الأميال ولم تطلق على بعضها رصاصة اتفاقية سلام، مع أن الطرفين المقابلين للكيان الصهيوني غير مؤهلين أصلاً لإطلاق النار، نذكر جيدًا كيف لا تجرؤ الإمارات على تحدي إيران بشأن الجزر التي تدعي أن إيران تحتلها، والتي لولا هذا الاحتلال لتحولت لقواعد أمريكية، ونذكر كيف لم يجد ملك البحرين من يحميه من متظاهري بلده السلميين سوى قوات درع الخليج التي أعادت احتلال البحرين وقمعت شعبها بالنار والحديد فكيف يستقيم السلام بين هذه الأطراف.

وبالعود إلى ترامب وما قاله، هذا المساء في واشنطن العاصمة، فقد قال "نحن هنا بعد ظهر اليوم لتغيير مجرى التاريخ بعد عقود من الانقسام والصراع، نحتفل ببزوغ فجر شرق أوسط جديد" يقول ترامب هذا بدون خجل بأن الطرف الوحيد المعني بأي سلام وحل للصراع، يرفض قطعيًا هذه المسرحية ويتعهد بمقاومتها، والفلسطينيين لن يرضخوا أبدًا لمن يخطبون في واشنطن دون أن يعوا ما يتحدثون عنه.

زعم بنيامين نتنياهو أن "هذا ليس سلامًا بين الزعماء بل سلام بين الشعوب"، نعلم أن شرفاء الإمارات ضد هذه الخيانة ونعلم الصراع هناك ضد هذه الخطوة الأحادية التي مضى فيها ابن زايد، ونعرف أن شعب البحرين الثائر يرفض ما يحاك في قصر الملك من مؤامرات وبيع علني للعدو، فعن أي شعوب يتحدث نتنياهو، ناهيك عن القول: عن أي زعماء يتحدث؟ عن ابن زايد ووزير خارجية البحرين الذي لم يسعنا الوقت لحفظ اسمه؟ وبينما يعلم الجميع أن نتنياهو تجاهل تمامًا القضايا الأساسية التي زعمها ابن زايد أصر هذا في كلمته عل شكر نتنياهو على "وقف ضم الأراضي الفلسطينية"، على الرغم من أن نتنياهو أصر على أن "إسرائيل" علقت مؤقتًا فقط خططها لضم الضفة الغربية، والمستوطنات، ولعل ابن زايد يخاطب فقط جمهوره وأتباعه ويستمر في خداعهم.

من المهم الإشارة إلى ما دار في الكواليس أيضًا فخلال لقائه في المكتب البيضاوي وقبل الخروج إلى شرفة الاحتفال قال ترامب "سيكون لدينا ما لا يقل عن خمس أو ست دول تأتي بسرعة كبيرة" للتوصل إلى اتفاقات خاصة بها مع إسرائيل، لكنه لم يذكر أسماء أي من الدول المشاركة في مثل هذه المحادثات، كما لم نتأكد من حضور ممثلين سوى عن السودان وسلطة عُمان في هذا الاحتفال الخياني، الذي حضره عدد قليل من الشخصيات الخارجية وفقط وزير خارجية المجر من أوروبا كلها وبعض أعضاء الكونغرس الديمقراطيين بالإضافة طبعًا إلى تشكيلة دبلوماسية بروتوكولية من السفراء الأجانب في واشنطن.