Menu

تقريرعداوة وكراهية وانعدام ثقة: دراسة جديدة تستكشف حل الصراع الفلسطيني-الصهيوني

خاص بالهدف - أحمد مصطفى جابر

أصدرت مؤسسة راند دراسة استراتيجة موسعة، حول بدائل يمكن طرحها لحل الصراع الفلسطيني –الصهيوني، حيث طرحت هذه البدائل على 33 مجموعة تركيز يهودية وعربية داخل الخط الأخضر من جهة، وفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة من جهة أخرى.

في الواقع من مراجعتنا للدراسة يخيل للمرء أن الحلول السياسية التي يتم طرحها منفصلة تماما عن واقع وطبيعة الصراع، بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني المحتل، وثمة نقاط جديرة بتركيز السياسيين الفلسطيين حاليا بشكل حاسم، أبرزها أن ما يدور في صالات التفاوض المكيفة، والحلول التي يتم تدارسها ليس لها علاقة بالمفاهيم الصريحة للشعب الفلسطيني سواء في الضفة أو غزة أو حتى في مناطق 48، فحل الدولتين، والدولة الواحدة، وغيرها من الواضح أنها تحمل تعريفات مختلفة، تجعل القارئ يتساءل فعلا من المنفصل عن الواقع: السياسي الفلسطيني وحتى الصهيوني المفاوض أم الفلسطيني في غزة والضفة وسخنين، وحتى اليهودي في الداخل المحتل أو المستوطنات.

أيضا من الواضح أن إحدى أبرز النقاط اللافتة للنظر، مدى انعدام الثقة سواء لكل جانب بقيادته أو كلا الجانبين ببعضهما وهذا طبيعي لكن المسألة أكثر تعقيدا: فالفلسطينيون لايثقون بقيادتهم السياسية ولا بالقيادة الصهيونية ولا "بالإسرائيليين"، أيضا اليهود لايثقون بقيادتهم السياسية ولا بالقيادة الفلسطينية ولا بالفلسطينيين.

بالعودة إلى البدائل الخمسة التي طرحتها الدراسة، فقد ركزت على: 1- الوضع الراهن، 2- حل الدولتين، 3- الكونفدرالية، 4- حل الدولة الواحدة، 5- الضم. وقد تم اختيار هذه المتغيرات الخمسة بناء على تحليل المفاهيم التي تم طرحها طوال سنوات.

وتبين من نتيجة الدراسة التي نشرت في 180صفحة، وقمنا بمراجعتها أن أي من البدائل لم يكن مقبولا لدى غالبية الإسرائيليين والفلسطينيين رغم أن حل الدولتين كان هو البديل الأكثر جدوى من الناحية السياسية، وعلى الرغم من أن جميع السكان في المجموعات الأربعة (فلسطينيو الداخل اليهود، الضفة، غزة) عبروا عن شكوكهم تجاهه. وفضل اليهود الوضع الراهن ولكن الفلسطينيين لم يعجبهم بشدة. وكان البديل المفضل لفلسطينيي الضفة الغربية هو حل الدولتين، بينما صنف سكان غزة حل الدولة الواحدة أعلى قليلاً من حل الدولتين، وسلطت الدراسة الضوء على حالة انعدام الثقة والكراهية المتبادلة والعداوة العميقة لكل جانب تجاه الآخر، كفلسطينيين ويهود في الكيان الصهيوني.النتائج الرئيسية

لم يكن أي من البدائل مقبولاً لدى غالبية "الإسرائيليين" والفلسطينيين، بالنسبة لليهود "الإسرائيليين"، كان البديل الوحيد الذي صنفته غالبية المشاركين "مقبول" هو الوضع الراهن ، وبالنسبة للمجموعات الثلاث "عرب الداخل"، و فلسطينيو غزة ، فلسطينيو الضفة الغربية - لم يكن هناك بديل مقبول لأغلبية المشاركين.

وقالت الدراسة أن حل الدولتين هو البديل الأكثر جدوى من الناحية السياسية ، على الرغم من أن جميع السكان الأربعة عبروا عن شكوكهم تجاهه. كان حل الدولتين كان هو البديل المفضل لكل من عرب الداخل وفلسطينيي الضفة الغربية وثاني أعلى بديل "لليهود الإسرائيليين" و وفلسطيني غزة، ولم يحظ أي من البدائل الأخرى بأي شيء قريب من هذا النطاق الواسع من الدعم.

وأعلن الفلسطينيون أنهم يريدون حل الدولتين، لكن مع تعديلات كبيرة، حيث تبين للباحثين أن مفهوم حل الدولتين بالنسبة للفلسطينيين بعيد تماما عما هو مطروح في المبادرات المهلنة أو في التطويرات التي يمكن أن تشمل اتفاق أوسلو، حيث شمل حل الدولتين بالنسبة لهم، سيادة كاملة تتضمن جميع رموز السيادة ومن بينها منافذ مستقلة وجيش ومطار وغيرها. إضافة إلى السيطرة الكاملة على الحدود والسيطرة على الاقتصاد. بينما فضل اليهود "الإسرائيليون" الوضع الراهن ولكن الفلسطينيين لم يعجبهم بشدة.

كان هناك شك واسع النطاق في أن أي بديل سيكون ممكناً. حيث أفاد "الإسرائيليون" والفلسطينيون أنهم لا يثقون في قيادتهم وقيادة الطرف الآخر والشعب الآخر أيضا. وكان الفصل أهم عامل في تحديد المقبولية. وقد رأى عرب الداخل والضفة وغزة أن جميع البدائل منحازة لصالح اليهود "الإسرائيليين".

ورأى الباحثون أنه بينما عبر الفلسطينيون عن قلقهم الواسع من عنف جيش الاحتلال والمستوطنين، مما يعني أنه يجب منح الفلسطينيين المزيد من الضمانات الأمنية،. وكذلك يجب توفير مزيج من الضمانات الاقتصادية والأمنية والسياسية لكلا الجانبين لإيجاد أرضية قابلة للبناء عليها.

وخلصت الدراسة في توصياتها إلى أن عدم الثقة، على نطاق واسع، هو على الأرجح أكبر عائق أمام السلام. المشاركة الدولية التي تبني التفاؤل والحماس من أجل السلام بين جميع الأطراف ضرورية ويجب أن تتضمن ضمانات أمنية واقتصادية وحوارًا عامًا لتوجيه وتطوير التفكير بشأن البدائل المحتملة وتداعياتها. وأنه لن تكون هناك بدائل للوضع الراهن قابلة للتطبيق دون تغيير في السياسات المحلية والدولية. حيث الوضع الراهن، بغض النظر عن العواقب المحتملة على المدى الطويل، هو الخيار المفضل حاليًا لليهود الإسرائيليين ومع ذلك، هناك دعم قوي لحل الدولتين بينهم،و من المرجح أن يكون تحديد أنواع الحوافز التي يمكن تقديمها، محليًا ودوليًا لتشجيع الإسرائيليتين على الاستعداد لاستكشاف حل الدولتين، أمرًا بالغ الأهمية لنجاح هذا البديل.ما أنه من المرجح أن تكون الضمانات الأمنية الدولية للفلسطينيين ضرورية لأي حل سلمي للصراع.