Menu

أداة الحصار والقتل: آلية الإعمار

بوابة الهدف الإخبارية

خاص بوابة الهدف

القرار الأخير لوزير جيش العدو بشأن منظومة حصار قطاع غزة، والذي قدمه إعلام العدو باعتباره تطوير لـ"آلية الاعمار"، لا يشكًل استثناءً في سياق سياسات جيشه وحكومته تجاه غزة، ولكن تمثيل لهذه السياسات؛ أدوات قتل متعددة المسميات والأشكال.

فمنذ عدوان العام ٢٠١٤ جاء تصميم "آلية سيري" كأداة لتحويل عملية اعمار قطاع غزة لاستثمار في الدمار الذي أحدثه العدوان العسكري المباشر؛ فالهيمنة والرقابة التي فرضتها آلية سيري بتواطؤ من الأسرة الدولية؛ سمحت للعدو بابتزاز القطاع وأهله باحتياجاتهم الإنسانية، وشكلت منظومة لإدامة تشرد وعذابات آلاف من الفلسطينيين، واستنزاف اقتصاد القطاع وتشديد الحصار على أهله. لا اختلاف في سياسة العدو ومن يغطيه دوليًا، ولكن ما يفترض أن يختلف هو الموقف والسلوك الفلسطيني والعربي، حيث خرجت فلسطين وشعبها من معركة وجهت فيها ضربات موجعة للعدو، وقدمت فيها الكثير من المؤشرات الواضحة عن قدرة هذا الشعب على النهوض بدوره التاريخي في المواجهة مع العدو الصهيوني، وكذلك صناعته لمعادلات جديدة على امتداد الخارطة الفلسطينية. هذا الوضع الفلسطيني؛ مؤهل لإعلاء الإرادة الفلسطينية وإنتاج موقف وطني جامع يكسر هذا الحصار ويفكك حلقاته، من خلال تفعيل حلقات العمل العربي والفلسطيني؛ موقف واستراتيجية وطنية ترى كسر الحصار جزء أساسي من المواجهة الشاملة مع العدو الصهيوني.

إن فرض الحصار العربي والعزلة الدولية، على العدو الصهيوني وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني وقواه ومقاومته، ليس ضرورة فلسطينية فحسب ولكن مرتكز أساسي لاستعادة المناعة العربية ولو بحدها الأدنى، وما دون ذلك ما هو إلا تسليم بهيمنة العدو الصهيوني والاستعماري على المنطقة العربية، وتهديد مقومات وجود هذه الأمة وأمنها القومي ومستقبل شعوبها.

إنّ إعمار قطاع غزة يجب فهمه كجزء من فعل الشعب الفلسطيني المقاوم ضد العدو الصهيوني، يتم بإرادة وطنية فلسطينية وموقف عربي حاسم وواضح، يعبر عنه الموقف العربي المشارك في الإعمار وكسر الحصار، والذي لا يجب أن يكتفي بإدانة هذا الحصار أو الإشارة له كموضع للتنديد. فسنوات الحصار الطويلة، وأثرها المميت على الشعب الفلسطيني الباسل الصامد في غزة، ستبقى وصمة عار وجريمة نكراء مخجلة للإنسانية بأسرها؛ ارتكبها العدو الصهيوني ولا زال بدعم دولي، وما وضع الحد لهذه الجريمة إلا أدنى الواجب الإنساني كما الوطني والعربي، كما أن محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة ضرورة لا يمكن فصلها عن هذا السعي لأجل مستقبل إنساني تهزم فيه الوحشية والعنصرية والاستبداد والاستعمار والقتل.