Menu

"مسافة السكّة".. أكانت لـ "إسرائيل" ؟!

صوّتت مصر الخميس الماضي لصالح انضمام

بوابة الهدف_ فلسطين المحتلة_محمود الحاج وبيسان الشرافي

لم يمر الكثير على رفض الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقترح مصر "مشروع القرار العربي"، الذي يطالب بفرض مراقبة على منشآت "إسرائيل" النووية، حتى نجد الجمهوريّة العربية تمنح صوتها لدولة الاحتلال في الأمم المتحدّة، وتدعم انضمامها إلى عضوية لجنة "الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي".

حدثٌ وصفته الصحافة "الإسرائيلية" ذاتها بالسابقة التاريخية، ما أشعل ناراً مُلتهبة في الشارع العربي عامةً والفلسطيني خاصةً، بسبب ما وصفته عديد الجهات بـ"الصدمة الكبيرة".

الحدث برمّته أعاد للأذهان تعهّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بتقديم العون لأي دولة تحتاجه دون تأخر، وذلك عندما قالها باللهجة المصرية "هنكون مسافة السكة"، ما زاد من شعبيّة السيسي والأصوات المؤيّدة له، بخلاف ما حصدته خطوة مصر الخميس الماضي، بمنح صوتها لدولة الاحتلال في الأمم المتحدة، الأمر الذي أثار حفيظة جموع عريضة من المصريين والعرب، من جهة، و الفلسطينيين من جهة أخرى.

"الالتزام العربي"

الخارجية المصرية وفي تسويغ موقفها أوضحت أن قرارها جاء بضغطٍ أمريكي على المجموعة العربية، بأن يكون التصويت للدول التي أعلنت ترشّحها "5 دول من ضمنها إسرائيل" فى ورقة واحدة ومرة واحدة، بالرفض أو القبول، وبضغطٍ من الدول العربية المُترشحة وهي قطر والإمارات وعُمان، لعدم خسارتهم العضوية في حال أعلنت مصر مقاطعتها التصويت.

وقالت مصر إن تصويتها جاء التزاماً بالإجماع العربي، وكانت تعلم أن التصويت مُعلناً فلم تخشَ أن يتم استغلال هذا الموقف للمزايدة ضدها وضد مواقفها الداعمة للقضايا العربية والإقليمية.

"بوابة الهدف" جمعت عدّة ردود فعل لقوى سياسية ونُشطاء، اتّفقوا بغالبيّتهم العُظمى على استنكار ورفض الموقف المصري، وعدم قبوله بأي حالٍ من الأحوال.

غضب مصري

الناشطة المصريّة عزّة حسّان نشرت النبأ وكتبت عبر صفتحها على "فيسبوك" أن مصر صوّتت للعار ، نعم "للعدو".

كما علّق الناشط كمال الجزار على تصويت مصر قائلاً: هناك الكثير من الملاحظات على الأداء السياسي للنظام المصري فيما يخص الشأن الإسرائيلي، خصوصاً تصريح الرئيس السيسي حين قال لا نسمح أن تشكل حدودنا خطراً على جيراننا الإسرائيليين".

تعليقات النشطاء المصريين، كعادتها لم تخلُ من السخرية على هذه الحدث السياسي، فكتبت يُمنى مصطفى: هوّا إنتو هتروحو تصوتوا والجو البلدي ده؟.. أنا قرّرت ألطم على طول!، كما نشر المصري محمد الزعيطي عبر "فيسبوك"، ساخراً: لماذا الاستغراب من التصويت، الاثنين أهل وحبايب وبينهم نسب".

عدد آخر من النشطاء اعتبروا تصويت مصر لصالح دولة الاحتلال في الأمم المتحدة هو هدم للنظرية التي تعتبر "مصر قلب المنطقة"، فرعايتها "لإسرائيل" العنصرية التي تُجرم بحق الفلسطينيين، يشكل ضربة لمصر ونظامها وسياساتها.

نُشطاء مواقع التواصل نشروا محضر الجلسة ونسب التصويت، لافتين إلى أن "كلّا من مصر وسلطنة عمان و الإمارات قد صوتوا بـ"نعم"، بينما امتنعت باقى دول المجموعة العربية عن التصويت، معتبرين أنه كان من الأفضل اتخاذ موقف احتجاجي عربي موحد بالامتناع عن التصويت للضغط على اللجنة لتغيير آلية التصويت".

القوى السياسة المصرية والعربية كان لها كلمتها في هذا الشأن، حيث أصدر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي المصري بياناً فى ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد أدان خلاله ما أقدمت عليه الدبلوماسية المصرية.

كما وصفت الحملة الشعبية لمقاطعة إسرائيل بمصر"BDS"، تصويت الجمهورية لدولة الاحتلال بأنه "سقطة" لمصر. وأكدت الحملة دعمها التام لانتفاضة فلسطين وكفاحهم وصمودهم، بحجم تأكيدها على رفضها التام وعدم اعترافها بشرعية الكيان الصهيوني.

"تحيا ناميبيا الشقيقة" !

إلى ردود الفعل الفلسطينية، وبالتزامن من اشتعال الميدان بالمواجهات مع جنود الاحتلال وتصاعد الأوضاع الأمنية في الأراضي المحتلة بما فيها القدس ، وسط تصعيد "إسرائيلي" غير مسبوق بحق الفلسطينيين ومقدّساتهم، لاقى نبأ تصويت مصر لصالح دولة الاحتلال سخطاً واسعاً في الشارع الفلسطيني، وسط دهشة الكثيرين من إقدام الجمهورية العربية على هكذا خطوة.

وعودةً لمواقع التواصل، كتب الناشط محمد بشير "السيسي لم يكتفِ بالسلام مع اسرائيل فقط بل يدعمها في إحدى هيئات الأمم المتحدة، بينما تواصل إسرائيل ومعها أمريكا تقويض كل الجهود الدبلوماسية العربية في نيل الشعب الفلسطيني حقه في الأمم المتحدة".

كما نشر الناشط عمر دحلان عبر "تويتر": نحن كفلسطينين لدينا مشكلة حقيقية مع أي محاولة لشرعنة الحضور الدولي للاحتلال ونعتقد أن ذلك بشكل أو بآخر يضر بالجهود لمقاطعة إسرائيل وعزلها دولياً.

وأعرب فلسطينيّون عن رفضهم قرار مصر، بطرق غير مباشرة منها عبارات مثل "تحيا ناميبيا الشقيقة".

وناميبيا الإفريقيّة هي الدولة الوحيدة التي عارضت هذا القرار، في حين امتنعت 21 دولة أخرى عن التصويت، بينها دول عربية هي قطر والجزائر والكويت وموريتانيا وسوريا وتونس والمغرب والسعودية واليمن، وغابت ثلاث دول عربية أخرى عن جلسة التصويت وهي الأردن و ليبيا ولبنان.

وتأسست لجنة الأمم المتحدة للاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي عام 1959 وعدد أعضائها 84 دولة يُنتخبون من المجموعات الإقليمية، ومهامها تتلخّص باستكشاف واستخدام الفضاء الخارجي لصالح الإنسانية في مجالات السلم والأمن والتنمية.