Menu

الخدمة المجتمعية عند الجبهة الشعبية.. تواجد على كافة الصعد

خاص بوابة الهدف

لطالما أولت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين ومنذ انطلاقتها اهتمامها بالطبقات العاملة والشرائح المهمّشة من أبناء شعبنا الفلسطيني، إذ سخّرت كل إمكاناتها وخبرات كوادرها في خدمة أبناء شعبنا على كافة الصعد الخدماتيّة، فكان اسم كوادر ونُخب الجبهة حاضرًا دومًا وفي كافة المجالات بين الفقراء من أبناء شعبنا: الصحيّة، الزراعيّة، التعليميّة، وغيرها من المجالات التي ناضلت فيها الجبهة من أجل توفير الخدمات لأبناء شعبنا، أو من أجل منع تغوّل السلطات على حقوق الفقراء والطلاب والعمّال من أبناء شعبنا.

يقول عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبيّة بكر الجمل، إنّ "للجبهة تجربة رياديّة ومتميّزة على صعيد تقديم الخدمات للشعب والمجتمع الفلسطيني، منطلقةً من رؤية ومنهج تستند اليه في علاقتها مع المجتمع الفلسطيني والمساهمة في بنائه وتعزيز جهوده، وخاصة أنّنا نعيش مرحلة التحرّر الوطني والنضال من أجل التخلّص من الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينيّة".

ويُضيف الجمل خلال حديثه لـ"بوابة الهدف الإخباريّة"، إنّه "ومن خلال مجموع الخدمات والمتنوّعة كانت الجبهة تستهدف الفئات والطبقات الاجتماعيّة الأكثر تضررًا وفقرًا في المجتمع، فقدمت خدمات نوعيّة على كافة الصعد"، وعلي صعيد التعليم، يؤكّد الجمل أنّه "في فترات ومراحل النضال الفلسطيني وخاصّة الانتفاضة الأولى اعتمدت الجبهة أسلوب التعليم الشعبي وسعت إلى الاسهام في مواجهة محاولات الاحتلال لتجهيل أبناء شعبنا".

ويُتابع الجمل: "عقدت الجبهة حلقات يقودها معلمين من المحسوبين عليها، كما ساهمت في الحصول على مئات المنح الدراسيّة والجامعيّة، وذلك من خلال علاقاتها السياسيّة مع الأصدقاء، وهذه المنح كانت تخدم أبناء الشهداء والأسرى والفقراء من أبناء شعبنا، وكذلك الاشراف على سلسلة رياض غسّان كنفاني، والتي قدمت خدمات مميّزة للأطفال وبرسومٍ رمزيّة".

كما أشار الجمل إلى النضال الذي خاضته الجبهة من أجل مجانية التعليم في الجامعات، إذ ساهمت في تخفيف الأعباء عن الطلاب من خلال بعض الأنشطة كتوزيع الكتب الجامعيّة بشكلٍ مجاني.

أمّا على صعيد الصحة، فأوضح الجمل أنّ "الجبهة امتلكت مؤسّسة صحيّة انتشرت على مستوي الوطن والتجمّعات الفلسطينيّة لتقدّم خدمة صحيّة نوعيّة وبأسعارٍ رمزيّة تناسب مستوى المعيشة للفقراء والمهمشين، وكذلك انتشار ظاهرة العمل الطبي المجاني من خلال القيام بأنشطة يتم فيها فحص المرضى وتوزيع العلاج مجانًا، وذلك في كل التجمّعات الفلسطينيّة"، مُؤكدًا أنّ "الجبهة ساهمت في نشر الوعي والتخفيف الصحي للمجتمع من خلال الندوات أو النشرات المتنوّعة".

على صعيد الزراعة، يروي الجمل، أنّه "ومنذ البداية أدركت الجبهة أهمية الحفاظ على الأرض واستغلالها بما يضمن الارتقاء بأوضاع المزارعين والفلاحين، وكان لها دور ريادي في توجيه المزارعين وتطوير وتحديث أساليب الزارعة والانتاج الزراعي بالإرشاد والتثقيف الزراعي لما له من دور في الارتقاء بوعي ومعرفة المزارعين، وكذلك استصلحت وزرعت الجبهة مئات الآلاف من الدونمات لتصبح هذه الأراضي منتجة في مجالات متعددة من خضار وفواكه وزراعات نباتيّة طبيّة، وبذلك يؤثر على تحسين الأوضاع الاقتصادية للمزارعين واعتمادهم أكثر على انتاجهم وتسويقه، وهذه برزت أكثر في محاولات الاحتلال لمصادرة الأراضي، وكذلك في مراحل الاجتياحات والحروب التي شنّها الاحتلال ضد شعبنا بالتجريف والتدمير الذي طال الأرض والشجر، وكذلك أبرزت ظاهرة العمل التطوعي وأهميته في نشر قيم المشاركة والتضامن بين الجميع".

وحول مواجهة ظاهرة البطالة، شدّد الجمل على أنّ "الجبهة خاضت العديد من المعارك من أجل ضمان قوانين وتشريعات تكون أقرب إلى العمّال وتعكس مصالحهم، وكان ذلك من خلال النضال من أجل قوانينٍ اجتماعيّةٍ متقدّمة (مثل قانون عمل – قانون ضمان اجتماعي – قوانين الأسرة والطفل – قوانين ذوي الاحتياجات الخاصة... إلخ)"، مُشيرًا إلى أنّ "الجبهة ساهمت في إيجاد فرص عمل مؤقّتة ودائمة للعمال والخريجين والمحتاجين، وكذلك عملت على معالجة مئات الاشكاليات العماليّة مع أصحاب العمل وتحصيل الحقوق العماليّة، وكذلك قيادة أنشطة نضاليّة من أجل حقوق العمال مثل (لقاءات – مذكرات – مسيرات ...الخ)".

وأكَّد الجمل على أنّ "الجبهة تنطلق من رؤية اجتماعيّة واقتصاديّة تستهدف الارتقاء والتنمية لواقع الشعب الفلسطيني بعيدًا عن الاستغلال الرأسمالي أو الذاتي لأوضاع الناس معتمدةً على أنّ "الانسان أغلى ما نملك، وبالتالي يجب أن يكون الهدف في كل أنشطتنا".

وبخصوص المعيقات التي أثّرت على نشاطات الجبهة، ذكر الجمل في ختام حديثه مع "الهدف"، أنّ "الاحتلال يمنع ويسعى جاهدًا من أجل الحد من احداث أي تطور على صعيد المجتمع الفلسطيني، لأن ذلك يشكّل خطورة على استمراره ووجوده، كما أنّ الانقسام وما تركه من أثر على مستوى حياة وأولويات الشعب الفلسطيني وتوجهاته الأساسيّة والرئيسيّة ساعد في التأثير سلبيًا على أي خدمات يمكن أن تقدّم".

يُشار إلى أنّه وفي تقريرٍ سابقٍ نشرته "الهدف"، شدّد أحد مُؤسّسي جبهة العمل النقابي التقدميّة الإطار العمّالي للجبهة الشعبية، النقابي المؤسّس حسين أبو نار، على أنّ "الجبهة الشعبيّة بدأت تتجّه اتجاهًا نقابيًا جماهيريًا في العام 1979، وبدأ العمل من الجامعات على اعتبار أنّها كانت بؤرة للثورة، ومن ثم اتجهنا لتشكيل إطار عمّالي، وأوّل إطار تم تشكيله في العام 1985".