Menu

إلى الشهداء والأسرى وأبناؤهم من ــ"التوجيهي"ــ طلبة الثانوية العامة: بالعلم تبنى العقول وتحرر الأوطان

سلامة عبيد الزريعي 

يصارع شعبنا وأبناؤه البررة الأوفياء على جبهة العلم والنضال الوطني الفلسطيني، مدركين بأن الأمم والحضارات التي بنيت يكمن السر وراءها في العلم المفيد النافع، فهو ما يبني العقول ويشحذ الهمم، ينمي الوعي ويبني عقولا، تدرك طبيعة الصرع الدائر بين قوات الاحتلال الصهيوني وممارساته من مداهمات واعتقالات وقنص وقتل من نقطة الصفر بادعاء الطعن والدهس، يذهب ضحية غطرسته وهمجيته، الأطفال والنساء والشباب والطلبة، شهداء وأسرى، وهم ما زالوا على مقاعد الدراسة، بدليل أن 6 من طلبة الثانوية العامة "التوجيهي"، استشهدوا هذا العام، فيما اعتقل 17 آخرين، وأن الشهيد "مجدي عرعراوي" من سكان "مخيم جنين" هو الوحيد الذي تقدم لجميع الامتحانات قبل استشهاده ونجح في اختباراتها، في حين أن 5 شهداء رحلوا قبل تقدمهم للامتحانات، وهم "محمود السعدي" من "جنين" و"ديع أبو رموز" من القدس و"أحمد دراغمة" من طوباس و"أسامة عدوي" من الخليل و"محمد تركمان" من "جنين" ويوجد سبعة عشر طالبا ما زالوا أسرى في معتقلات الاحتلال، كان يفترض أن يتقدموا للامتحان هذا العام.

إن إصرار شعبنا على تحصيل العلم والدراسة والنجاح والتفوق في ظل استمرار قمع الاحتلال في عدوانه على شعبنا، هو سلاح مهم في مواجهة الاحتلال والتحديات والمخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، والتي تتطلب مواجهتها وجود جيل فلسطيني متعلم وواعي ومتقدم في جميع المجالات العلمية والبحثية الاكاديمية على اختلافها ومجالاتها، خدمة للقضية الفلسطينية. " فلسطين لنا جميعًا والدفاع عنها حق مشروع لكل فلسطيني حر".

يشكل القطب الطلابي التقدمي أحد الأذرع النضالية، فهو بوصلة لن يخيب الآمال في الانضمام إليه، وما إعلان جيش الاحتلال الصهيوني "منظمة إرهابية"، إلا دليل على صواب طروحاته في دفاعه عن مطالب الطلبة العادلة بكل روح ديمقراطية، شعاره على الدوام "جامعة شعبية" وأن التعليم حق لكل أبناء شعبنا وبالمجان كوننا في مرحلة تحرر وطني والعلم سلاحنا الذي نبني بواسطته العقول وننمي الوعي ونبدع المثقف المشتبك لنحرر الأوطان.

هنأكم القطب الطلابي من صميم الفؤاد مقدم أحر التهاني على ما قدمتموه من جهد علمي وصبر نضالي في دراستهم على مدار السنوات الدراسية، معتبرا بأن نجاحكم في هذا الامتحان ليس مجرد إنجاز عظيم بالنسبة لكم فحسب، بل هو أيضًا إنجاز يُعلن عنه للعالم بأسره، فأنتم الأمل والمستقبل الزاهر لوطنكم ولأمتنا العربية، رغم التحديات التي تواجهكم يوميًا، أثبتم قوتكم وقدرتكم على تحقيق النجاح بالإصرار والعزيمة، تحملتم وتحديتم الصعاب وتمسكتم بالعلم والمعرفة كأدوات لتحقيق الأفضل، نجاحكم يعكس حرصكم وجهدكم وتفانيكم على التحصيل العلمي بعد تجاوز كل الصعوبات.

لذا لا بد من مراعاة ظروف الطلبة في ظل الأوضاع المعيشية التي يعاني منها مجتمعنا الفلسطيني في ظل الحصار الظالم وما يتطلبه ذلك من اتخاذ إجراءات تخفف من الأعباء المالية والإجراءات العلمية على طريق مجانية التعليم، خدمة للمجتمع الفلسطيني، فيجب مواصلة الدفاع عن حقوق الطلبة ومطالبهم العادلة، فأنتم اللبنة الشريفة والسواعد الواعدة في بناء مجتمع معرفي وازدهار اقتصادي واجتماعي في ظل عالم ظالم متغطرس.

وأخيرا وليس بأخر تحية إجلال وإكبار إلى أرواح الشهداء الطلبة الذين ارتقوا أثناء وجودهم على مقاعدهم الدراسية، والأسرى الطلبة الذين تغيبوا قسراً نتيجة اعتقالهم من قبل الاحتلال. مستقبلكم سيكون مشرقًا ومليئًا بالنجاحات، وسيكون لكم دورٌ فاعلٌ في خدمة وطنكم ومجتمعكم، فأنتم مدعوون للاستمرار في السعي لتحقيق العلم والمعرفة والتطوير المستمر لذاتكم خدمة لمصلحة وطنكم وأمتكم.

هنيئا لكم حياتكم العلمية المستقبلية... بالعلم نبني العقول ونحرر الأوطان

المجد للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى