اعلن ترامب ما سماه صفقة القرن وهي بكل بساطة لا صفقة ولا من يصفقون، بقدر م إنها بصقة في وجه كل من شارك وسوغ ودعى وشرح ونظر للتفاوض والتسوية والاتفاق مع العدو ووقع المعاهدات الخيانية مع عدو الأمة، وهي صفعة على قفا كل من قال أن امريكا راعٍ للمفاوضات وأن أوراق الحل بيدها، وأنها يمكن أن تكون ضنينة بحقوق الأمم والشعوب، وهي تأسست على القتل والإبادة والسرقات الموصوفة، وبنيت كمستوطنه لشذاذ الآفاق من عصابات ومتمردي أوروبا الهاربين من العدالة والمشتغلين مرتزقة عند أباطرة وملوك اوروبا الاستعمارية الفاتحة للعالم الجديد، والذي كان عدد سكانه 20% من سكان الكرة الأرضية عندما غزى العرق النازي المتوحش القارة البكر أمريكا وأباد أهلها وحضاراتهم وقتل واستعبد ملايين الأفارقة.
ترامب خليفة المستوطنين الغزاة المتوحشين الأوائل وهو يجاهر في ما يمثل ويعلن ويجسد روح أمريكا الإجرامية على حقيقتها الغازية والمتوحشة في إبادتها للبشرية.
أعلن ترامب خطة لتصفية القضية الفلسطينية ولم يعلن صفقة بالمعنى القانوني؛ فالصفقة تقوم بين طرفين بائع وشاري وفي ما أعلنه ترامب مشروع ورؤية أمريكية ليكودية تمثل وجهة نظر خدمة لنتنياهو، والقصد تأمين نجاحه في انتخابات الكنيست الصهيوني الثالثة التي سيفشل بها كما فشل في سوابقها لتشكيل حكومة، وحمايته من ملفات الفساد والمسآلة، وهي بكل حال خطة ايالون وزير زراعة الكيان الصهيوني في حرب حزيران 1967، وتاليًا لم يقدم فكرة واحدة بسيطة جديدة كصهره الغر في السياسة، وكل رأسماله أنه تزوج بنت ترامب وأراد ترامب بإعلانه إرضائه وتأهيله للعمل السياسي في أمريكا كخادم صغير لنتنياهو والكيان الغاصب.
الصفعة واضحة فنحن من المقاومين وفي المقدمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .. كنا قد رفضنا مبدأ التفاوض، ورفضنا مبدأ التنازل والتسويات، وقلنا إنها الخيانة بعينها، ومن يسلك طريقها مكانه مزابل التاريخ والسقوط وتمثيل دور المستعرب، وهذا ما آلت إليه سلطات أوسلو ووادي عربة وكامب ديفيد.
فسلطة دايتون أعلنت وفاخرت بأنها مجرد أداة عند الإسرائيلي لتسليم المناضلين وكشفهم وتفتيش حقائب التلميذات والتلاميذ، كي لا يمارسون حقهم في المقاومة بالدهس والسكاكين. وإعلان ترامب لصفقته كشف دور سلطات ومنظمات المتاجرة ب فلسطين وقضيتها ووضعهم أمام الحائط المسدود، فلا حل دوليتين، ولا من يحزنون، وكل من سار في طريق الخيانة التسووية أصبح عاريًا واضحًا معروفًا كجاسوس مفرط وخائن سافل.
ماذا بعد...
الشعب الأسطوري شعب فلسطين، حيث وجد والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم كان لهم خيار آخر عندما رفضوا وأدانوا مبدا التفاوض، وقالوا وامتشقوا سلاح المقاومة كخيار وحيد، واعتمدوا وصية ناصر: ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، وتبنوا استراتيجية بناء التوازن الاستراتيجي، وقد تحققت بالمقاومة واختل التوازن لصالح خيار المقاومة، الذي سجل نصرا تاريخيا عام 2000، وألزم المحتل الانسحاب تحت النار، وبلا تفاوض من لبنان وكررها ثانية في غزة، وتحررت بلا تفاوض، ولا قيد أو شرط، وتحت النار، وفي الثالثة كسر ذراع إسرائيل في حرب تموز، ثم في حروب غزة، وأقعد الكيان الصهيوني عن مهمة حراسة مصالح الغرب الإمبريالي واضطرت أمريكا أن تحشد حلفائها لتغزو كابول وبغداد وقد هزمها محور المقاومة مرة بعد مرة، وهزمها في آخر حروبها من الجيل الرابع، واستخدام قوى الإسلام السياسي والمسلحين من الإرهابيين المتوحشين في قلب المقاومة الجمهورية العربية السورية.
واليوم وترامب يطلق خطته وبصقته في وجه التسوويين، ويعلن خطط تصفية القضية الفلسطينية، يأتي الرد من الضفة و القدس وعودة عمليات الدهس وإطلاق النار وطائرات غزة الورقية وبالوناتها الحارقة.
وفي ادلب وحلب يسجل جيش المقاومة؛ الجيش العربي السوري وحلفائه انتصارات، ويشتبك مع العثماني أردوغان عميل الصهيونية والناتو ويدميه، وفي اليمن يحقق أنصار الله انتصارات مرموقة وتبدأ المقاومة استعداداتها لتحقيق استراتيجية طرد الأمريكي ذليلاً من العراق وسورية، وعندها ستتحرر القدس بلا حرب، كما وعد السيد حسن نصرالله، وها نحن على بعد خطوتين من تحرير فلسطين كلها، وهذا هو وحده الرد على صفعة ترامب وبصقته في وجه دعاة التسوية والتفاوض والتفريط بفلسطين الحبيبة.