Menu

المطبعصهين ـــ "مطبعين" و"متصهينين" ـــ الجدد

سلامة عبيد الزريعي 

في ظل حالة الزخم والانتشاء التي عاشتها الجماهير العربية في بطولة كأس العرب والتوشح بالكوفية ورفع العلم الفلسطيني وفي رحاب عنفوان الذكرى 54 لإيقاد شعلة المارد الجبهاوي ــ " الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "ـــ والذكرى 34 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وفي سياق حالة التململ الشعبي المتدحرج ــ المتقدم ـــ الذي يجري في الضفة الغربية المحتلة وداخل السجون وما تعانيه الأسيرات الفلسطينيات البطلات من قمع وتنكيل في سجن "الدامون" الصهيوني. وفي جو عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار على المحتل ومواجهات مع قطعان مستوطنيه المعتدين على مزارع وحقول وبيوت أهلنا العزل واقتلاع أشجار الزيتون المعمرة منذ آلاف السنين الشاهد الحقيقي على أصحاب الأرض الأصليين.

في سياق هذا الجو التفاؤلي ــ النضالي ــ المتدحرج يخرج علينا صوتا ـــ تصريحا ـــ نشازا تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصحف الالكترونية والورقية ــ شكل حالة من الغضب وإثارة للجدل نظرا لمخالفته تماما للحق الفلسطيني الثابت وتعارضه مع المبادئ النضالية المشروعة في التعامل مع الكيان الصهيوني واحتلاله للأراضي الفلسطينية" ـــ متمثلا هذا الصوت في موافقة "عضو الكنيست الصهيوني" ـــ الحركة الإسلامية الجنوبية ـــ رئيس حزب القائمة الموحدة على يهودية الدولة وشرعية الكيان الإسرائيلي وتبنيه للرواية الصهيونية و"قانون القومية" العنصري الذي يلغي أي بعد قومي للشعب الفلسطيني، حيث اعتبر "خلال مؤتمر إسرائيل الذي تنظمه صحيفة “غلوبس” أن "دولة إسرائيل ولدت كدولة يهودية، وهكذا ستبقى"، و"نحن واقعيون ولا أريد أن أوهم أي أحد"، و"السؤال ليس ما هي هوية الدولة، وإنما ما هي مكانة المواطن العربي فيها"..! مما يعني، أنّ "دولة الكيان الصهيوني "يهوديّة وستبقى كذلك". لكن ما العمل أمام هذه الأدوات الطيعة التي تطل علينا بين الفينة والأخرى ــ إيعازا ــ للاحتلال؟

إن تسليم أمثال هؤلاء المرتجفين ـــ أدوات تنفيذ ـــ بــ"يهوديّة الدولة" لا يسع إلا إدراجهم في خانة السدنة ــ الخونة ــ لمصالح الشعب وحقوقه الوطنيّة. وكأن فلسطين التاريخ والحضارة عزبة يفرط فيها من يشاء ومن هب ودب لمن يشاء وكما يشاء بما يشاء!

يتطلب الرد على أمثال هؤلاء المقاطعة والازدراء من أبناء الشعب في جميع أماكن تواجده وبالذات في الداخل المحتل، فإذا كان أمثالهم قد تموضع في الموقع المعادي لشعبنا وأصبحوا أبواقا ــ أصوات ــ للاحتلال في ترويج روايته الزائفة التي تستهدف الرواية والهوية الوطنية الفلسطينية، لإحداث عملية إرباك للمناضلين الأوفياء.

لكن إذا كانت هذه المسألة يجب أن لا تعدوا فقاعات الصابون وسرعان ما تنتهي فان الواجب يدعو جماهير شعبنا في كافة أماكن تواجده وبالذات في الداخل المحتل إلى التشهير بهم، هؤلاء الجدد تم غرسهم وتربيتهم ورعايتهم إلى أن أينعوا وأصبحوا يغردون كالببغاوات إرضاء لأسيادهم فهم لا حول ولا قوة ضربوهم في الذاكرة وانسوهم حقيقتهم وأوطانهم على مستوى الوعي والذاكرة المعطوبة! 

إنها شخصيّات طارئة وعابرة في المسرح النضالي ــ المشهد ــ الفلسطيني لن تجد مكانًا لها إلّا في مزبلة التاريخ. وعليه فإن الوعي الذي طالما تحدث عنه مدير مركز دراسات أرض فلسطين للتنمية والانتماء ضرورة ضخه عبر أدبيات فكرية لإيقاظه على الدوام ورعايته ليصبح مغروسا "جينيا" فلسطين لنا وليست إلا لنا... وأخيرا أيها، المطبعصهين ـــ ("مطبعين" و"متصهينين") ـــ الجدد.